مقاتل الطالبيين،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

29 - إبراهيم بن عبد الله بن الحسن

صفحة 273 - الجزء 1

  وكان إبراهيم بن عبد الله جاريا على شاكلة أخيه محمد في الدين، والعلم، والشجاعة والشدة. وكان يقول شيئا من الشعر. فحدثني أحمد بن سعيد، قال: حدثنا يحيى بن الحسن [العلوي]⁣(⁣١)، قال حدثني إسماعيل بن يعقوب، قال:

  ذكر عبد الله بن الحسن بن إبراهيم أن جدّه إبراهيم بن عبد الله قال في زوجته بحيرة بنت زياد الشيبانية:

  ألم تعلمي يا بنت بكر تشوقي⁣(⁣٢) ... إليك وأنت الشخص ينعم صاحبه

  وعلقت ما لو نيط بالصخر من جوى ... لهد من الصخر المنيف جوانبه⁣(⁣٣)

  رأت رجلا بين الركاب ضجيعه ... سلاح ويعبوب فباتت تجانبه⁣(⁣٤)

  تصد وتستحيى وتعلم أنّه ... كريم فتدنو نحوه فتلاعبه

  فأذهلنا عنها ولم نقل قربها ... ولم يقلها دهر شديد تكالبه⁣(⁣٥)

  عجاريف فيها عن هوى النفس زاجر ... إذا اشتبكت أنيابه ومخالبه⁣(⁣٦)

  * * *

  أخبرنا عمر [بن عبد الله]⁣(⁣٧)، قال: حدّثنا عمر بن شبّة، قال حدّثني عبد العزيز بن أبي سلمة العمري، وسعيد بن هريم:

  أن محمدا، وإبراهيم كانا عند أبيهما، فوردت إبل لمحمد فيها ناقة شرود لا يردّ رأسها شيء، فجعل إبراهيم يحدّ النظر إليها، فقال له محمد: كأنّ نفسك تحدثك أنك رادها؟ قال نعم. قال: فإن فعلت فهي لك، فوثب إبراهيم فجعل يتغير لها ويتستر بالإبل، حتى إذا أمكنته جاءها⁣(⁣٨) وأخذ بذنبها،


(١) الزيادة من الخطية، وفيها «... بحيرة بنت ريا».

(٢) كذا في الخطية، وفي ط وق «با بنت بكر بأنني».

(٣) في الخطية «المنيف ذوائبه».

(٤) في ق «الركاب ضجيعة» واليعبوب - كما في القاموس -: «الفرس السريع الطويل».

(٥) في ط وق «ولم تقل».

(٦) في ط وق «زاجرا».

(٧) الزيادة من الخطية.

(٨) في ط وق «امكنة هايجها».