أيام أبي جعفر المنصور
  فجعلت أداري ذلك مخافة أن يفطن بي، فالتفت إليّ فقال لي: يا أبا محمد أهو هو؟.
  قلت: نعم يا أمير المؤمنين ولوددت أن الله فاء به إلى طاعتك، وإنك لم تكن نزلت منه بهذه المنزلة.
  قال: فأنا وإلّا فأمّ موسى الطلاق(١) - وكانت من غاية أيمانه - لوددت أن الله فاء به إلى طاعتي، وأني لم أكن نزلت منه بهذه المنزلة، ولكنه أراد أن ينزلنا بها، وكانت أنفسنا أكرم علينا من نفسه.
  * * *
  حدثنا أحمد بن سعيد قال: حدثنا يحيى بن الحسين، قال: حدثنا هارون بن موسى، قال: حدثني عبد الله بن نافع، قال:
  لما وضع رأس إبراهيم بين يدي أبي جعفر تمثل(٢):
  فألقت عصاها واستقرت بها النّوى ... كما قرّ عينا بالإياب المسافر(٣)
  * * *
  أخبرنا عمر بن عبد الله العتكي، ويحيى بن علي، قالا: حدثنا عمر بن شبّة، قال: حدّثنا محمد بن زياد، قال: حدّثني الحسن بن جعفر، قال:
  كنت بالكوفة فرأيت فلّ(٤) عيسى بن موسى قد دخل الكوفة نهارا، فلما كان الليل رأيت فيما يرى النائم كأن نعشا تحمله رجال يصعدون به إلى السماء ويقولون: من لنا بعدك يا إبراهيم؟ قال: وأيقظني أخي من نومي فقلت: ما لك؟ فقال: أسمع التكبير على باب أبي جعفر، ولا والله ما كبّروا باطلا، فإذا الخبر قد جاء بقتل إبراهيم [بن عبد الله] بن الحسن بن الحسن.
(١) اسمها أروى بنت منصور، أخت يزيد بن منصور الحميري، وهي أم المهدي، وجعفر الأكبر.
(٢) في الطبري ٩/ ٢٥٩ «فتمثل ببيت معقر بن أوس بن حمار البارقي».
(٣) قيل: إن البيت لمعقر البارقي، وقيل: لابن عبد ربه السلمي، وقيل: لسليم بن ثمامة الحنفي راجع اللسان ١٩/ ٢٩٥.
(٤) في ط وق «كنت بالكوفة نقل عيسى بن موسى» والتصويب من الخطية.