مقاتل الطالبيين،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أيام أبي جعفر المنصور

صفحة 303 - الجزء 1

  فجعلت أداري ذلك مخافة أن يفطن بي، فالتفت إليّ فقال لي: يا أبا محمد أهو هو؟.

  قلت: نعم يا أمير المؤمنين ولوددت أن الله فاء به إلى طاعتك، وإنك لم تكن نزلت منه بهذه المنزلة.

  قال: فأنا وإلّا فأمّ موسى الطلاق⁣(⁣١) - وكانت من غاية أيمانه - لوددت أن الله فاء به إلى طاعتي، وأني لم أكن نزلت منه بهذه المنزلة، ولكنه أراد أن ينزلنا بها، وكانت أنفسنا أكرم علينا من نفسه.

  * * *

  حدثنا أحمد بن سعيد قال: حدثنا يحيى بن الحسين، قال: حدثنا هارون بن موسى، قال: حدثني عبد الله بن نافع، قال:

  لما وضع رأس إبراهيم بين يدي أبي جعفر تمثل⁣(⁣٢):

  فألقت عصاها واستقرت بها النّوى ... كما قرّ عينا بالإياب المسافر⁣(⁣٣)

  * * *

  أخبرنا عمر بن عبد الله العتكي، ويحيى بن علي، قالا: حدثنا عمر بن شبّة، قال: حدّثنا محمد بن زياد، قال: حدّثني الحسن بن جعفر، قال:

  كنت بالكوفة فرأيت فلّ⁣(⁣٤) عيسى بن موسى قد دخل الكوفة نهارا، فلما كان الليل رأيت فيما يرى النائم كأن نعشا تحمله رجال يصعدون به إلى السماء ويقولون: من لنا بعدك يا إبراهيم؟ قال: وأيقظني أخي من نومي فقلت: ما لك؟ فقال: أسمع التكبير على باب أبي جعفر، ولا والله ما كبّروا باطلا، فإذا الخبر قد جاء بقتل إبراهيم [بن عبد الله] بن الحسن بن الحسن.


(١) اسمها أروى بنت منصور، أخت يزيد بن منصور الحميري، وهي أم المهدي، وجعفر الأكبر.

(٢) في الطبري ٩/ ٢٥٩ «فتمثل ببيت معقر بن أوس بن حمار البارقي».

(٣) قيل: إن البيت لمعقر البارقي، وقيل: لابن عبد ربه السلمي، وقيل: لسليم بن ثمامة الحنفي راجع اللسان ١٩/ ٢٩٥.

(٤) في ط وق «كنت بالكوفة نقل عيسى بن موسى» والتصويب من الخطية.