مقاتل الطالبيين،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

31 - موسى بن عبد الله بن الحسن

صفحة 334 - الجزء 1

  أخبرني بقصته وضرب المنصور إيّاه في الدفعة الأولى، عمر بن عبد الله بن جميل العتكي، قال: حدثنا عمر بن شبّة عن رجاله، ونسخت من كتاب أحمد بن الحرث الخرّاز ذلك ولم أسمعه، إلّا أن عيسى بن الحسين دفع الكتاب الذي نسخت هذا منه إليّ وقال لي: هذا كتاب أحمد بن الحرث.

  وحدثني بقصته في المرة الأخيرة أحمد بن عبيد الله بن عمّار، قال: حدثني محمد بن أبي الأزهر، قال: أخبرنا عمر بن خلف الضرير، قال: حدثتني بثينة⁣(⁣١) الشيبانية، وقد دخل بعض الحديث في بعض [وسقت خبره فيه]⁣(⁣٢) قال عمر بن شبّة في حديثه: حدثني موسى بن عبد الله بن موسى، عن أبيه، عن جده، قال:

  لما صرنا بالرّبذة، أرسل أبو جعفر إلى أبي أن أرسل إليّ أحدكم، واعلم أنه غير عائد إليكم أبدا، فابتدره بنو إخوته يعرضون أنفسهم عليه، فجزاهم خيرا وقال لهم: أنا أكره أن أفجعهم بكم، ولكن اذهب أنت يا موسى.

  قال: فذهبت وأنا يومئذ حديث السن، فلما نظر إليّ قال: لا أنعم الله بك عينا، السياط يا غلام، قال: فضربت - والله - حتى غشي عليّ، فما أدري بالضرب، ثم رفعت السياط عني واستدناني، فقربت منه، فقال: أتدري ما هذا؟ هذا فيض فاض مني، فأفرغت عليك منه سجلا، لم أستطع رده، ومن ورائه والله الموت أو تفتدي منه.

  قال: قلت: والله يا أمير المؤمنين إن كان ذنب، فإني لبمعزل عن هذا الأمر.

  قال: فانطلق فأتني بأخويك.

  قال: فقلت: [يا أمير المؤمنين] تبعثني إلى رياح بن عثمان فيضع عليّ العيون والرصد، فلا أسلك طريقا إلّا اتبعني له رسول، ويعلم أخواي فيهربان مني.


(١) في ط وق «نبيتة».

(٢) الزيادة من الخطية.