مقاتل الطالبيين،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

2 - محمد بن جعفر

صفحة 38 - الجزء 1

  وغلب علي # على المعركة فأزال أهل الشام عنهما، ووقف عليهما فقال اكشفوا [هؤلاء القتلى عن ابن أخي فجعلوا يجرون القتلى عنهما حتى كشفوهما]⁣(⁣١) فإذا هما متعانقان، فقال علي #: أما والله لعن غير حب تعانقتما.

  قال أبو الفرج:

  هذه رواية الضحاك بن عثمان. وما أعلم أحدا من أهل السيرة ذكر أن محمد بن جعفر قتيل عبيد الله بن عمر، ولا سمعت لمحمد في كتاب أحد منهم ذكر مقتل.

  وقد حدّثني أحمد بن عيسى بن أبي موسى العجلي بخبر مقتل عبيد الله بن عمر في كتاب صفين، قال: حدّثنا الحسين بن نصر بن مزاحم [المنقري]، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا عمر بن سعيد البصري، عن أبي مخنف لوط، بن يحيى الأزدي عن جعفر، بن القاسم عن زيد بن علقمة عن زيد بن بدر، قال:

  خرج عبيد الله بن عمر في كتيبته الرقطاء، وهي الخضرية وكانوا أربعة آلاف عليهم ثياب خضر⁣(⁣٢)، إذ مرّ الحسن بن علي @ فإذا هو برجل متوسد قتيل قد ركّز رمحه / (٩) في عينه وربط فرسه برجله فقال الحسن #: انظروا من هذا؟ فإذا الرجل من همدان، وإذا القتيل عبيد الله قد قتله وبات عليه حتى أصبح، ثم سلبه⁣(⁣٣) ثم اختلفوا في قاتله⁣(⁣٤) فقالت


(١) الزيادة من المخطوطة.

(٢) نقل ابن أبي الحديد عن نصر بن مزاحم ١/ ٤٩٨ «... وأرسل عبيد الله إلى الحسن بن علي إن لي إليك حاجة فألقني فلقيه الحسن، فقال له عبيد الله: إن أباك قد وتر قريشا أولا وآخرا وقد شنئه الناس فهل لك في خلعه وأن تتولى أنت هذا الأمر. فقال: كلّا والله لا يكون ذلك، ثم قال يا ابن الخطاب والله لكأني أنظر إليك مقتولا في يومك أو غدك، أما إن الشيطان قد زيّن لك وخدعك حتى أخرجك مخلقا بالخلوق ترى نساء أهل الشام موقفك وسيصرعك الله ويبطحك لوجهك قتيلا. قال نصر: فو الله ما كان إلّا بياض ذلك اليوم حتى قتل عبيد الله وهو في كتيبة رقطاء، وكانت تدعى الخضرية كانوا أربعة آلاف» إلخ.

(٣) راجع ترجمة عبيد الله في الإصابة ٥/ ٧٦ - ٧٧ وفي المعارف لابن قتيبة ٨١ وابن أبي الحديد ١/ ٢٤٢، ٢٤٧، ٩٦، ٨٩٧، ٤٩٩ والتنبيه والإشراف ٢٥١. وفي الإصابة: «ولا خلاف في أنه قتل بصفين مع معاوية، واختلف في قاتله، وكان قتله في ربيع الأول سنة ست وثلاثين».

(٤) في ابن أبي الحديد ١/ ٤٩٨: قال نصر وقد اختلف الرواة في قاتل عبيد الله.