مقاتل الطالبيين،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

46 - موسى بن جعفر بن محمد

صفحة 413 - الجزء 1

  قال: حدثني عبد الله بن محمد، قال:

  دخل العباس بن محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين، على هارون فكلمه كلاما طويلا، فقال هارون: يابن الفاعلة.

  قال: تلك أمك التي تواردها النخاسون.

  فأمر به فأدنى فضربه بالجرز⁣(⁣١) حتى قتله.

  * * *

٤٦ - موسى بن جعفر بن محمد

  وموسى بن جعفر بن محمد⁣(⁣٢) بن علي بن الحسين

  ابن علي بن أبي طالب #

  ويكنى أبا الحسن، وأبا إبراهيم.

  وأمه أم ولد تدعى حميدة.

  حدثني أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا يحيى بن الحسن قال:

  كان موسى بن جعفر إذا بلغه عن الرجل ما يكره بعث إليه بصرة دنانير، وكانت صراره ما بين الثلثمائة إلى المائتين دينار، فكانت صرار موسى مثلا⁣(⁣٣).

  حدثني أحمد بن سعيد، قال: حدثنا يحيى:

  أن رجلا من آل عمر بن الخطاب كان يشتم علي بن أبي طالب إذا رأى موسى ابن جعفر، ويؤذيه إذا لقيه، فقال له بعض مواليه وشيعته: دعنا نقتله، فقال: لا، ثم مضى راكبا حتى قصده في مزرعة له فتواطأها بحماره، فصاح لا تدس زرعنا فلم يصغ إليه وأقبل حتى نزل عنده فجلس معه وجعل يضاحكه، وقال له: كم غرمت على زرعك هذا؟ قال: مائة درهم. قال: فكم ترجو أن تربح؟ قال: لا أدري. قال: إنما سألتك كم ترجو. قال مائة أخرى. قال: فأخرج ثلثمائة دينار فوهبها له فقام فقبل رأسه، فلما دخل المسجد بعد ذلك وثب العمري فسلم عليه وجعل


(١) في القاموس: «الجرز: عمود من حديد».

(٢) تاريخ بغداد ١٣/ ٢٧ - ٣٢ ومروج الذهب ٢/ ١٩٥ وصفة الصفوة ١/ ١٠٣ - ١٠٥ والفخري ١٧٦ - ١٧٧ وابن خلكان ٢/ ١٧٢ - ١٧٣ والإرشاد ٢٦٣، وشرح شافية أبي فراس ١٦١، ١٦٢، ١٧٢.

(٣) تاريخ بغداد ١٣/ ٢٧.