مقاتل الطالبيين،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

53 - محمد بن جعفر بن محمد

صفحة 439 - الجزء 1

  قال أبو الفرج:

  حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن منصور، قال:

  ذكر محمد بن جعفر بحضرة أبي الطاهر أحمد بن عيسى بن عبد الله، فسمعنا أبا الطاهر يحسن الثناء عليه، وقال: كان عابدا فاضلا، وكان يصوم يوما ويفطر يوما⁣(⁣١).

  قال أبو الفرج:

  حدثني أحمد بن محمد بن سعيد، قال أخبرنا يحيى بن الحسن قال: سمعت مؤملا يقول:

  رأيت محمد بن جعفر يخرج إلى الصلاة بمكة في سنة بمائتي رجل من الجارودية، وعليهم ثياب الصوف، وسيماء الخير ظاهر.

  قال أبو الفرج:

  حدثني أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا يحيى، قال:

  كانت خديجة بنت عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين تحت محمد بن جعفر بن محمد، وكانت تذكر أنه ما خرج من عندهم قط في ثوب فرجع حتى يهبه⁣(⁣٢).

  حدثني أحمد، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا موسى بن سلمة، قال:

  كان رجل قد كتب كتابا في أيام أبي السرايا يسب فاطمة بنت رسول الله ÷ وجميع أهل البيت، وكان محمد بن جعفر معتزلا تلك الأمور لم يدخل في شيء منها، فجاءه الطالبيون⁣(⁣٣) فقرءوه عليه فلم يرد عليهم جوابا حتى دخل بيته، فخرج عليهم وقد لبس الدرع، وتقلّد السيف، ودعا إلى نفسه، وتسمى بالخلافة وهو يتمثل:


(١) تاريخ بغداد ٢/ ١١٣.

(٢) تاريخ بغداد ٢/ ١١٣.

(٣) في الطبري ١٠/ ٢٣٣ «... فلما رأى حسين بن حسن ومن معه من أهل بيته تغبر الناس لهم بسيرتهم، وبلغهم أن أبا السرايا قد قتل، وأنه قد طرد من الكوفة والبصرة وكور العراق من كان بها من الطالبيين، ورجعت الولاية بها لولد العباس اجتمعوا إلى محمد بن جعفر ... فقالوا له: قد تعلم حالك في الناس، فأبرز شخصك نبايع لك بالخلافة فإنك إن فعلت ذلك لم يختلف عليك رجلان، فأبى ذلك عليهم، فلم يزل به ابنه علي بن محمد بن جعفر، وحسين بن حسن الأفطس حتى غلبا الشيخ على رأيه فأجابهم، فأقاموه يوم الجمعة بعد الصلاة، لست خلون من ربيع الآخر، فبايعوه بالخلافة، وحشروا إليه الناس من أهل مكة والمجاورين فبايعوه طوعا وكرها، وسموه بامرة المؤمنين، فأقام بذلك أشهرا وليس له من الأمر إلّا اسمه، وابنه علي وحسين بن حسن، وجماعة منهم أسوأ ما كانوا سيرة وأقيح ما كانوا فعلا .....».