57 - محمد بن القاسم بن علي
  وأمه صفية بنت موسى بن عمر بن علي بن الحسين.
  ويكنى أبا جعفر.
  وكانت العامة تلقبه الصوفي؛ لأنه كان يدمن لبس الثياب من الصوف الأبيض.
  وكان من أهل العلم والفقه والدين والزهد وحسن المذهب.
  وكان يذهب إلى القول بالعدل والتوحيد، ويرى رأي الزيدية الجارودية(١). خرج في أيام المعتصم بالطّالقان، فأخذه عبد الله بن طاهر، ووجه به إلى المعتصم، بعد وقائع كانت بينه وبينه(٢).
  أخبرني بخبره أحمد بن عبيد الله بن عمار، عن محمد بن الأزهر، ونسخت شيئا من أخباره من كتاب أحمد بن الحارث الخرّاز، وحدثني بخبره مشروحا جعفر بن أحمد بن أبي مندل الوراق الكوفي، قال: حدثني عبيد الله بن حمدون؛ قال: حدثني إبراهيم بن عبد الله العطار، وكان مع أبي جعفر محمد بن القاسم بالطالقان(٣). وفي أحوال تنقله بخراسان، قال:
  نزل بمرو(٤)، وكنا معه من الكوفيين بضعة عشر رجلا، وكان قبل ذلك قد خرج إلى ناحية الرّقة [وإلى ناحية الروز]، ومعه جماعة من وجوه الزيدية، منهم: يحيى بن الحسن بن الفرات الفراز، وعبّاد بن يعقوب الرواجني(٥)، فسمعوه يتكلم مع أحدهم بشيء من مذهب المعتزلة فتفرق الكوفيون جميعا عنه، وبقينا معه
= محبس ضيق يكون قدر ثلاثة أذرع في ذراعين، فمكث فيه ثلاثة أيام، ثم حول إلى موضع أوسع من ذلك، وأجرى عليه طعام ووكل به قوم يحفظونه، فلما كان ليلة الفطر واشتغل الناس بالعيد والتهنئة، احتال للخروج، ذكر أنه هرب من الحبس بالليل، وأنه دلى إليه حبل من كوة كانت في أعلى البيت يدخل عليه منها الضوء. فلما أصبحوا أتوا بالطعام للغداء فقعد. فذكر أنه جعل لمن دل عليه مائة ألف درهم، وصاح بذلك الصائح، فلم يعرف له خبر».
(١) أتباع أبي الجارود زياد بن المنذر العبدي، وقد زعموا أن النبي ÷ نص على إمامة علي بالوصف دون الاسم، وزعموا أيضا أن الصحابة كفروا بتركهم بيعة علي، وإنما قيل لهم وللبترية التي سبقت الإشارة إليها ص ٤٦٨ زيدية لقولهم بإمامة زيد بن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب في وقته. راجع الفرق بين الفرق ص ٢٢ والملل والنحل ١/ ٢١٢.
(٢) راجع مروج الذهب ٢/ ٢٤٦ وابن الأثير ٦/ ٢٦٢ - ٢٦٣، والبداية والنهاية ١٠/ ٢٨٢.
(٣) معجم البلدان ٦/ ٧ - ٩.
(٤) معجم البلدان ٨/ ٣٣ - ٣٨.
(٥) مات الرواجني سنة خمسين ومائتين.