مقاتل الطالبيين،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أيام المستعين

صفحة 512 - الجزء 1

  بني المصطفى كم يأكل الناس شلوكم ... لبلواكم عمّا قليل مفرّج⁣(⁣١)

  أما فيهم راع لحقّ نبيّه ... ولا خائف من ربّه يتحرّج⁣(⁣٢)

  لقد عمهوا ما أنزل الله فيكم ... كأنّ كتاب الله فيهم ممجمج⁣(⁣٣)

  ألا خاب من أنساه منكم نصيبه ... متاع من الدنيا قليل وزبرج⁣(⁣٤)

  أبعد المكنّى بالحسين شهيدكم ... تضاء مصابيح السماء فتسرج

  لنا وعلينا، لا عليه ولا له ... تسجسج أسراب الدموع وتنشج⁣(⁣٥)

  وكيف نبكّي فائزا عند ربّه ... له في جنان الخلد عيش مخرفج⁣(⁣٦)

  فإن لا يكن حيّا لدينا فإنّه ... لدى الله حيّ في الجنان مزوّج

  وقد نال في الدّنيا سناء وصيتة ... وقام مقاما لم يقمه مزلّج⁣(⁣٧)

  شوى ما أصابت أسهم الدّهر بعده ... هوى ما هوى أو مات بالرّمل بحزج⁣(⁣٨)

  وكنا نرجّيه لكشف عماية ... بأمثاله أمثالها تتبلّج⁣(⁣٩)

  فساهمنا ذو العرش في ابن نبيّه ... ففاز به والله أعلى وأفلج

  مضى ومضى الفرّاط من أهل بيته ... يؤمّ بهم ورد المنية منهج⁣(⁣١٠)

  فأصبحت لاهم أبسئوني بذكره ... كما قال قبلي في البسوء مؤرّج⁣(⁣١١)


(١) في ط وق «بنى»، والشلو: العضو، والمراد قتل ذراريهم والمفرج: التفريج وكشف الضر.

(٢) في ط وق «أما فيكم».

(٣) عمه: تردد في الضلال وتحيّر في المنازعة أو في الطريق، ممجمج: غير مبين، وفي ط وق «فيهم مجمع».

(٤) في ط وق «ألا خاب» وفي ق «وبزرج» والزبرج: الزينة تتخذ من الوشي أو الجواهر.

(٥) تسجج: تسح وتسيل، وتنشج: يقال: نشج الباكي ينشج نشيجا بمعنى غص بالبكاء في غير انتحاب.

(٦) مخرفج: واسع.

(٧) الصيتة: الذكر الحسن، والمزلج: ...

(٨) الشوى: الأمر الهين، والبحزج: ولد البقرة.

(٩) في ط وق «يتبلج» وتتبلج: تضيء وتشرق.

(١٠) في القاموس: «فرط القور يفرطهم فرطا وفرطة تقدمهم إلى الورد لإصلاح الحوض والدلاء، وهو الفراط» يريد السابقين المقدمين، يؤم يقصد، وفي ط ون «نحو المنية».

(١١) في ط وق «أبسئوني ... موزج» وبسأ بالأمر: تهاون به ومرن عليه، فلم يكترث لقبحه وما يقال فيه.

ومؤرج: المراد به هنا مؤرج: السدوسي القائل:

روعت بالبين حتى لا أراع له ... وبالمصائب من أهلي وجيراني

لم يترك الدهر لي علقا أضن به ... إلّا اصطفاه بنأي أو بهجران