أيام المستعين
  بني المصطفى كم يأكل الناس شلوكم ... لبلواكم عمّا قليل مفرّج(١)
  أما فيهم راع لحقّ نبيّه ... ولا خائف من ربّه يتحرّج(٢)
  لقد عمهوا ما أنزل الله فيكم ... كأنّ كتاب الله فيهم ممجمج(٣)
  ألا خاب من أنساه منكم نصيبه ... متاع من الدنيا قليل وزبرج(٤)
  أبعد المكنّى بالحسين شهيدكم ... تضاء مصابيح السماء فتسرج
  لنا وعلينا، لا عليه ولا له ... تسجسج أسراب الدموع وتنشج(٥)
  وكيف نبكّي فائزا عند ربّه ... له في جنان الخلد عيش مخرفج(٦)
  فإن لا يكن حيّا لدينا فإنّه ... لدى الله حيّ في الجنان مزوّج
  وقد نال في الدّنيا سناء وصيتة ... وقام مقاما لم يقمه مزلّج(٧)
  شوى ما أصابت أسهم الدّهر بعده ... هوى ما هوى أو مات بالرّمل بحزج(٨)
  وكنا نرجّيه لكشف عماية ... بأمثاله أمثالها تتبلّج(٩)
  فساهمنا ذو العرش في ابن نبيّه ... ففاز به والله أعلى وأفلج
  مضى ومضى الفرّاط من أهل بيته ... يؤمّ بهم ورد المنية منهج(١٠)
  فأصبحت لاهم أبسئوني بذكره ... كما قال قبلي في البسوء مؤرّج(١١)
(١) في ط وق «بنى»، والشلو: العضو، والمراد قتل ذراريهم والمفرج: التفريج وكشف الضر.
(٢) في ط وق «أما فيكم».
(٣) عمه: تردد في الضلال وتحيّر في المنازعة أو في الطريق، ممجمج: غير مبين، وفي ط وق «فيهم مجمع».
(٤) في ط وق «ألا خاب» وفي ق «وبزرج» والزبرج: الزينة تتخذ من الوشي أو الجواهر.
(٥) تسجج: تسح وتسيل، وتنشج: يقال: نشج الباكي ينشج نشيجا بمعنى غص بالبكاء في غير انتحاب.
(٦) مخرفج: واسع.
(٧) الصيتة: الذكر الحسن، والمزلج: ...
(٨) الشوى: الأمر الهين، والبحزج: ولد البقرة.
(٩) في ط وق «يتبلج» وتتبلج: تضيء وتشرق.
(١٠) في القاموس: «فرط القور يفرطهم فرطا وفرطة تقدمهم إلى الورد لإصلاح الحوض والدلاء، وهو الفراط» يريد السابقين المقدمين، يؤم يقصد، وفي ط ون «نحو المنية».
(١١) في ط وق «أبسئوني ... موزج» وبسأ بالأمر: تهاون به ومرن عليه، فلم يكترث لقبحه وما يقال فيه.
ومؤرج: المراد به هنا مؤرج: السدوسي القائل:
روعت بالبين حتى لا أراع له ... وبالمصائب من أهلي وجيراني
لم يترك الدهر لي علقا أضن به ... إلّا اصطفاه بنأي أو بهجران