أيام المستعين
  ولا هو نسّاني أساي عليهم ... بلى هاجه، والشّجو للشّجو أهيج(١)
  أبيت إذا نام الخليّ كأنما ... تبطّن أجفاني سيال وعوسج(٢)
  أيحيى العلا لهفي لذكراك لهفة ... يباشر مكواها الفؤاد فينضج(٣)
  أحين تراءتك العيون جلاءها ... وأقذاءها أضحت مراثيك تنسج(٤)
  بنفسي وإن فات الفداء بك الرّدى ... محاسنك اللّائي تمخّ فتنهج(٥)
  لمن تستجدّ الأرض بعدك زينة ... فتصبح في أثوابها تتبرّج؟
  سلام وريحان وروح ورحمة ... عليك وممدود من الظّلّ سجسج(٦)
  ولا برح القاع الذي أنت جاره ... يرفّ عليه الأقحوان المفلج(٧)
  ويا أسفي ألّا تردّ تحيّة ... سوى أرج من طيب رمسك يأرج
  ألا إنما ناح الحمائم بعد ما ... ثويت وكانت قبل ذلك تهزج
  أذمّ إليك العين إن دموعها ... تداعى بنار الحزن حين توهّج(٨)
  وأحمدها لو كفكفت من غروبها ... عليك وخلّت لاعج الحزن يلعج(٩)
  وليس البكاء أن تسفح العين إنما ... أحر البكاءين البكاء المولّج(١٠)
  أتمتعني عيني عليك بعبرة ... وأنت لأذيال الرّوامس مدرج(١١)
(١) في ط وق «ولا هو أنساني ... بلا هاجة» وأساي: حزني.
(٢) في ط وق «أجفاني شباك» ومعنى تبطن أجفاني دخل بطنها والسيال والعوسج: نوعان من الشوك.
(٣) لهفي: حسرتي، مكواها: مصدر ميمي بمعنى: كيها.
(٤) في ط وق «العيون خلائها ... ظلت مراثيك» وتراءتك نظرتك فكنت جلاء لعيون أحبابك وقذى لأعداءك.
(٥) في الخطية «تلج» في ط وق «تمج» ومعنى «تمخ» تزداد نماء ونضارة يقال: أمخ العود: إذا ابتل وجرى فيه الماء.
تنهج: يقتدى بها.
(٦) في ط وق «وممدود من الأرض».
(٧) في ط وق والخطية «يزف عليه» من الزفزفة وهي تحريك الريح الحشيش.
(٨) في ط وق «تداعى لنار الشوق حين ترهج» وتوهج: توقد بشدة، يقال: وهجت النار: أي وقدتها إيقادا شديدا».
(٩) غروبها: دموعها، لا عج الحزن: مؤلمه.
(١٠) المولج: اسم مفعول بمعنى المدخل إلى القلب.
(١١) في ط وق «أتمنعني» ومعنى «أتمنعني: أتساعدني وتنفعني والروامس: الرياح التي تدفن الآثار، والمدرج: المسلك.