أيام المستعين
  تأتّت لكم فيه منى السّوء هينة ... وذاك لكم بالغيّ أغرى وألهج(١)
  تمدّون في طغيانكم وضلالكم ... ويستدرج المغرور منكم فيدرج
  أجنّوا بني العباس من شنآنكم ... وشدّوا على ما في العياب وأشرجوا(٢)
  وخلوا ولاة السّوء منكم وغيّهم ... فأحر بهم أن يغرقوا حيث لجّجوا
  نظار لكم أن يرجع الحقّ راجع ... إلى أهله يوما فتشجوا كما شجوا(٣)
  على حين لا عذرى لمعتذريكم ... ولا لكم من حجّة الله مخرج(٤)
  فلا تلقحوا الآن الضّغائن بينكم ... وبينهم إنّ اللّواقح تنتج(٥)
  غررتم إذا صدقتم أنّ حالة ... تدوم لكم، والدّهر لونان أخرج(٦)
  لعلّ لهم في منطوي الغيث ثائرا ... سيسمو لكم والصبح في الليل مولج(٧)
  بمجر تضيق الأرض من زفراته ... له زجل ينفي الوحوش وهزمج(٨)
  إذا شيم بالأبصار أبرق بيضه ... بوارق لا يسطيعهنّ المحمّج(٩)
  نوامضه شمس الضّحى فكأنما ... يرى البحر في أعراضه يتموّج(١٠)
(١) في ط وق «مني السوء منية» وهينة: سهلة.
(٢) أجنوا: استروا، الشنآن: البغض، العياب: جمع عيبة، وهي ما يجعل فيها المتاع، والإشراج: شد الخريطة وفي ط وق «في القباب وأشربوا».
(٣) في ط وق «نداري لكم» و «نظار» اسم فعل أمر من نظر بمعنى انتظر، والمراد بالحق هنا: الخلافة، والشجي: الحزن.
(٤) العذرى والعذر بمعنى.
(٥) في ط وق «فلا تلحقوا ... إن اللواحق تنتج» يقال: نتجت الناقة تنتج إذا ولدت، جعل الضغائن كالإبل إذا ألقحت ولدت.
(٦) في ط وق «غررتم لأن ... والدهر لو ناب» يقال: ظليم أخرج: إذا كان ذا لونين أسود وأبيض.
(٧) في ط وق «في منطوى الغيث ... سيسمى».
(٨) في ط وق «بمجر ... له رجل يفنى الوحوش» والمجر: الجيش العظيم، والزجل: الجلبة وارتفاع الصوت، ينفي الوحوش: يطردها، والهزمج اختلاط الأصوات.
(٩) في ط وق «إذا قيس بالأبصار ... بوارق لا يعتبطهن» شيم: نظر، أبرق: أتى ببرقه، والبيض: ما يلبس من الحديد على الرأس في الحرب، بروارق: أي بروقا ذوات بريق ولمعان، لا يسطيعهن المحمج: لا يقدر على مقاومتها من يحدق نظره فيها لشدة لمعانها.
(١٠) في ط وق «ترى البحر في أعراضها».