مقاتل الطالبيين،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أيام المستعين

صفحة 515 - الجزء 1

  تأتّت لكم فيه منى السّوء هينة ... وذاك لكم بالغيّ أغرى وألهج⁣(⁣١)

  تمدّون في طغيانكم وضلالكم ... ويستدرج المغرور منكم فيدرج

  أجنّوا بني العباس من شنآنكم ... وشدّوا على ما في العياب وأشرجوا⁣(⁣٢)

  وخلوا ولاة السّوء منكم وغيّهم ... فأحر بهم أن يغرقوا حيث لجّجوا

  نظار لكم أن يرجع الحقّ راجع ... إلى أهله يوما فتشجوا كما شجوا⁣(⁣٣)

  على حين لا عذرى لمعتذريكم ... ولا لكم من حجّة الله مخرج⁣(⁣٤)

  فلا تلقحوا الآن الضّغائن بينكم ... وبينهم إنّ اللّواقح تنتج⁣(⁣٥)

  غررتم إذا صدقتم أنّ حالة ... تدوم لكم، والدّهر لونان أخرج⁣(⁣٦)

  لعلّ لهم في منطوي الغيث ثائرا ... سيسمو لكم والصبح في الليل مولج⁣(⁣٧)

  بمجر تضيق الأرض من زفراته ... له زجل ينفي الوحوش وهزمج⁣(⁣٨)

  إذا شيم بالأبصار أبرق بيضه ... بوارق لا يسطيعهنّ المحمّج⁣(⁣٩)

  نوامضه شمس الضّحى فكأنما ... يرى البحر في أعراضه يتموّج⁣(⁣١٠)


(١) في ط وق «مني السوء منية» وهينة: سهلة.

(٢) أجنوا: استروا، الشنآن: البغض، العياب: جمع عيبة، وهي ما يجعل فيها المتاع، والإشراج: شد الخريطة وفي ط وق «في القباب وأشربوا».

(٣) في ط وق «نداري لكم» و «نظار» اسم فعل أمر من نظر بمعنى انتظر، والمراد بالحق هنا: الخلافة، والشجي: الحزن.

(٤) العذرى والعذر بمعنى.

(٥) في ط وق «فلا تلحقوا ... إن اللواحق تنتج» يقال: نتجت الناقة تنتج إذا ولدت، جعل الضغائن كالإبل إذا ألقحت ولدت.

(٦) في ط وق «غررتم لأن ... والدهر لو ناب» يقال: ظليم أخرج: إذا كان ذا لونين أسود وأبيض.

(٧) في ط وق «في منطوى الغيث ... سيسمى».

(٨) في ط وق «بمجر ... له رجل يفنى الوحوش» والمجر: الجيش العظيم، والزجل: الجلبة وارتفاع الصوت، ينفي الوحوش: يطردها، والهزمج اختلاط الأصوات.

(٩) في ط وق «إذا قيس بالأبصار ... بوارق لا يعتبطهن» شيم: نظر، أبرق: أتى ببرقه، والبيض: ما يلبس من الحديد على الرأس في الحرب، بروارق: أي بروقا ذوات بريق ولمعان، لا يسطيعهن المحمج: لا يقدر على مقاومتها من يحدق نظره فيها لشدة لمعانها.

(١٠) في ط وق «ترى البحر في أعراضها».