مقاتل الطالبيين،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أيام المستعين

صفحة 517 - الجزء 1

  وقد كان في يحيى مذمّر خطّة ... وناتجها لو كان في الأمر منتج⁣(⁣١)

  هنالكم يشفى تبيّغ جهلكم ... إذا ظلّت الأعناق بالسيف تودج⁣(⁣٢)

  * * *

  محضتكم نصحي وإني بعدها ... لأعنق فيما ساءكم وأهملج⁣(⁣٣)

  مه لا تعادوا غرّة البغي بينكم ... كما يتعادى شعلة النّار عرفج⁣(⁣٤)

  أفي الحقّ أن يمسوا خماصا وأنتم ... يكاد أخوكم بطنة يتبعّج⁣(⁣٥)

  تمشون مختالين في حجراتكم ... ثقال الخطا أكفالكم تترجرج

  وليدهم بادي الطّوى ووليدكم ... من الرّيف ريّان العظام خدلّج⁣(⁣٦)

  تذودونهم عن حوضهم بسيوفكم ... ويشرع فيه أرتبيل وأبلج⁣(⁣٧)

  فقد ألجمتهم خيفة القتل عنكم ... وبالقوم جاج في الحيازم حوّج⁣(⁣٨)

  بنفسي الألى كظّتهم حسراتكم ... فقد علزوا قبل الممات وحشرجوا⁣(⁣٩)


(١) يريد أن يحيى كان خبيرا بالأمور يعرف كيف يصرفها لو أتيح له ذلك ولم يعالج بالقتل، وفي ط وق «مدمر خطبة».

(٢) في ط وق «هنالكم يشقى تتبع بغيكم ... ظلت الأوداح» التبيغ: ثوران الدم، تودج: يقطع ودجها، وهو عرق في العنق إذا قطع مات صاحبه.

(٣) في ط وق «مخضبكم يضحي» محضتكم نصحي: أخلصت لكم نصيحتي، لأعنق: لأسير سيرا سريعا واسع الخطا، وأهملج. أحسن السير مسرعا.

(٤) مه: اسم فعل بمعنى اكفف، لا تعادوا: لا يعاد بعضكم بعضا، غرة البغي: أي لأجل غرور البغي والعدوان بينكم، وفي ط وق «شفعة الثار» والعرفج: نبات سريع الالتهاب.

(٥) في ط وق «يتنعج» أخوكم يعني الواحد منكم، كما تقول: يا أخا العرب تريد واحدا منهم، والبطنة: امتلاء البطن من الطعام والشراب، يتبعج: يتشقق.

(٦) بادي الطوى: ظاهر الجوع، الريف: السعة في المأكل والمشرب، ريان العظام: كناية عن البدانة، والخدلج: الممتلئ الذراعين والساقين.

(٧) في ط وق «عن خوضهم بسلاحهم». وفي الخطية «ويرتع فيه» ويشرع فيه: يشرب منه، يقال شرعت الإبل في الماء، دخلت فيه للشرب، ولعلّ أرتبيل اسم علم، ولعلّ أبلج هنا أيضا اسم علم.

(٨) الحاج: جمع حاجة، والحيازم: جمع حيزوم وهو الصدر، والحوج: جمع حائجة وحاجة يتبع بها الحاجة للمبالغة، فيقال: حاجة حائجة: أي شديدة.

(٩) في ط وق «بنفسي الأولى كضتهم سراتكم» وعلزوا: جزعوا جزعا شديدا، يقال: علز المريض إذا أصابه قلق وهلع.