أيام المستعين
  وقد كان في يحيى مذمّر خطّة ... وناتجها لو كان في الأمر منتج(١)
  هنالكم يشفى تبيّغ جهلكم ... إذا ظلّت الأعناق بالسيف تودج(٢)
  * * *
  محضتكم نصحي وإني بعدها ... لأعنق فيما ساءكم وأهملج(٣)
  مه لا تعادوا غرّة البغي بينكم ... كما يتعادى شعلة النّار عرفج(٤)
  أفي الحقّ أن يمسوا خماصا وأنتم ... يكاد أخوكم بطنة يتبعّج(٥)
  تمشون مختالين في حجراتكم ... ثقال الخطا أكفالكم تترجرج
  وليدهم بادي الطّوى ووليدكم ... من الرّيف ريّان العظام خدلّج(٦)
  تذودونهم عن حوضهم بسيوفكم ... ويشرع فيه أرتبيل وأبلج(٧)
  فقد ألجمتهم خيفة القتل عنكم ... وبالقوم جاج في الحيازم حوّج(٨)
  بنفسي الألى كظّتهم حسراتكم ... فقد علزوا قبل الممات وحشرجوا(٩)
(١) يريد أن يحيى كان خبيرا بالأمور يعرف كيف يصرفها لو أتيح له ذلك ولم يعالج بالقتل، وفي ط وق «مدمر خطبة».
(٢) في ط وق «هنالكم يشقى تتبع بغيكم ... ظلت الأوداح» التبيغ: ثوران الدم، تودج: يقطع ودجها، وهو عرق في العنق إذا قطع مات صاحبه.
(٣) في ط وق «مخضبكم يضحي» محضتكم نصحي: أخلصت لكم نصيحتي، لأعنق: لأسير سيرا سريعا واسع الخطا، وأهملج. أحسن السير مسرعا.
(٤) مه: اسم فعل بمعنى اكفف، لا تعادوا: لا يعاد بعضكم بعضا، غرة البغي: أي لأجل غرور البغي والعدوان بينكم، وفي ط وق «شفعة الثار» والعرفج: نبات سريع الالتهاب.
(٥) في ط وق «يتنعج» أخوكم يعني الواحد منكم، كما تقول: يا أخا العرب تريد واحدا منهم، والبطنة: امتلاء البطن من الطعام والشراب، يتبعج: يتشقق.
(٦) بادي الطوى: ظاهر الجوع، الريف: السعة في المأكل والمشرب، ريان العظام: كناية عن البدانة، والخدلج: الممتلئ الذراعين والساقين.
(٧) في ط وق «عن خوضهم بسلاحهم». وفي الخطية «ويرتع فيه» ويشرع فيه: يشرب منه، يقال شرعت الإبل في الماء، دخلت فيه للشرب، ولعلّ أرتبيل اسم علم، ولعلّ أبلج هنا أيضا اسم علم.
(٨) الحاج: جمع حاجة، والحيازم: جمع حيزوم وهو الصدر، والحوج: جمع حائجة وحاجة يتبع بها الحاجة للمبالغة، فيقال: حاجة حائجة: أي شديدة.
(٩) في ط وق «بنفسي الأولى كضتهم سراتكم» وعلزوا: جزعوا جزعا شديدا، يقال: علز المريض إذا أصابه قلق وهلع.