أيام المستعين
  ولم تقنعوا حتى استثارت قبورهم ... كلابكم منها بهيم وديزج(١)
  الديزج: الذي كان نبش قبر الحسين في أيام المتوكل، ونبق فيه الماء، ومنع الناس الزيارة إلى أن قتل المتوكل.
  وعيّرتموهم بالسّواد ولم يزل ... من العرب الأمحاض أخضر أدعج(٢)
  ولكنّكم زرق يزين وجوهكم ... بنى الروم، ألوان من الرّوم نعّج(٣)
  لئن لم تكن بالهاشميّين عاهة ... لما شكلكم تالله إلّا المعلهج(٤)
  بآية ألّا يبرح المرء منكم ... يكبّ على حرّ الجبين فيعفج(٥)
  يبيت إذا الصّهباء روّت مشاشه ... يساوره علج من الرّوم أعلج(٦)
  فيطعنه في سبّة السّوء طعنة ... يقوم لها من تحته وهو أفحج(٧)
  لذاك بني العبّاس يصبر مثلكم ... ويصبر للموت الكميّ المدجّج(٨)
  فهل عاهة إلّا كهذي وإنكم ... لأكذب مسئول عن الحقّ يلهج(٩)
  فلا تجلسوا وسط المجالس حسّرا ... ولا تركبوا إلّا ركائب تحدج(١٠)
  أبى الله إلّا أن يطيبوا وتخبثوا ... وأن يسبقوا بالصّالحات ويفلجوا(١١)
  وإن كنتم منهم وكان أبوكم ... أباهم فإن الصّفو بالرّنق يمزج(١٢)
(١) استثارت، نبشت، والبهيم الأسود، والديزج: معرب وهو ما له لون بين لونين غير خالص لأحدهما.
(٢) الامحاض: الخلص، وأخضر: يعني أسمر؛ لأن الخضرة في ألوان الناس هي السمرة، والمراد بالأدعج هنا السمرة الخالصة، يريد أنه لا يزال من العرب الصرحاء من لونه السمرة الخالصة.
(٣) في ط وق «ترين وجوهكم بنوا الروم» والنعج: جمع ناعج، يقال نعج اللون ينعج نعجا إذا خلص بياضه.
(٤) في ط وق «لما جلكم تالله» والمعلهج: المولد بين جنسين.
(٥) في ط وق «بأنه ألا يبرح ... يتل». يعفج: من عفج جاريته جامعها.
(٦) في ط وق «مشاشة يشاوره» والمشاش: أطراف العظام اللينة.
(٧) الأفحج. المتباعد ما بين الرجلين.
(٨) في ط وق «كذاك بنو العلات يصبر».
(٩) يلهج: من اللهجة وهي زخرفة الكلام.
(١٠) حسرا: أي كاشفين عن أنفسكم، وتحدج: يشد عليها الحدج وهو من مراكب النساء.
(١١) في ط وق «إلا أن تطيبوا وتخبثوا وأن تسبقوا ... وتفلجوا» ويفلجوا: أي يفوزوا بالظفر.
(١٢) في ط وق «وكان أبوهم أباكم ... بالريق» والرنق: الكدر.