مقاتل الطالبيين،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أيام المستعين

صفحة 518 - الجزء 1

  ولم تقنعوا حتى استثارت قبورهم ... كلابكم منها بهيم وديزج⁣(⁣١)

  الديزج: الذي كان نبش قبر الحسين في أيام المتوكل، ونبق فيه الماء، ومنع الناس الزيارة إلى أن قتل المتوكل.

  وعيّرتموهم بالسّواد ولم يزل ... من العرب الأمحاض أخضر أدعج⁣(⁣٢)

  ولكنّكم زرق يزين وجوهكم ... بنى الروم، ألوان من الرّوم نعّج⁣(⁣٣)

  لئن لم تكن بالهاشميّين عاهة ... لما شكلكم تالله إلّا المعلهج⁣(⁣٤)

  بآية ألّا يبرح المرء منكم ... يكبّ على حرّ الجبين فيعفج⁣(⁣٥)

  يبيت إذا الصّهباء روّت مشاشه ... يساوره علج من الرّوم أعلج⁣(⁣٦)

  فيطعنه في سبّة السّوء طعنة ... يقوم لها من تحته وهو أفحج⁣(⁣٧)

  لذاك بني العبّاس يصبر مثلكم ... ويصبر للموت الكميّ المدجّج⁣(⁣٨)

  فهل عاهة إلّا كهذي وإنكم ... لأكذب مسئول عن الحقّ يلهج⁣(⁣٩)

  فلا تجلسوا وسط المجالس حسّرا ... ولا تركبوا إلّا ركائب تحدج⁣(⁣١٠)

  أبى الله إلّا أن يطيبوا وتخبثوا ... وأن يسبقوا بالصّالحات ويفلجوا⁣(⁣١١)

  وإن كنتم منهم وكان أبوكم ... أباهم فإن الصّفو بالرّنق يمزج⁣(⁣١٢)


(١) استثارت، نبشت، والبهيم الأسود، والديزج: معرب وهو ما له لون بين لونين غير خالص لأحدهما.

(٢) الامحاض: الخلص، وأخضر: يعني أسمر؛ لأن الخضرة في ألوان الناس هي السمرة، والمراد بالأدعج هنا السمرة الخالصة، يريد أنه لا يزال من العرب الصرحاء من لونه السمرة الخالصة.

(٣) في ط وق «ترين وجوهكم بنوا الروم» والنعج: جمع ناعج، يقال نعج اللون ينعج نعجا إذا خلص بياضه.

(٤) في ط وق «لما جلكم تالله» والمعلهج: المولد بين جنسين.

(٥) في ط وق «بأنه ألا يبرح ... يتل». يعفج: من عفج جاريته جامعها.

(٦) في ط وق «مشاشة يشاوره» والمشاش: أطراف العظام اللينة.

(٧) الأفحج. المتباعد ما بين الرجلين.

(٨) في ط وق «كذاك بنو العلات يصبر».

(٩) يلهج: من اللهجة وهي زخرفة الكلام.

(١٠) حسرا: أي كاشفين عن أنفسكم، وتحدج: يشد عليها الحدج وهو من مراكب النساء.

(١١) في ط وق «إلا أن تطيبوا وتخبثوا وأن تسبقوا ... وتفلجوا» ويفلجوا: أي يفوزوا بالظفر.

(١٢) في ط وق «وكان أبوهم أباكم ... بالريق» والرنق: الكدر.