مقاتل الطالبيين،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

3 - علي بن أبي طالب

صفحة 56 - الجزء 1

  يقيم الدين لا يرتاب فيه ... ويقضي بالفرائض مستبينا

  ويدعو للجماعة من عصاه ... وينهك⁣(⁣١) قطع أيدي السارقينا

  وليس بكاتم علما لديه ... ولم يخلق من المتجبرينا

  لعمر أبي لقد أصحاب مصر ... على طول الصحابة أوجعونا

  وغرونا بأنهم عكوف ... وليس كذاك فعل العاكفينا

  أفي شهر الصيام فجعتمونا ... بخير الناس طرا أجمعينا

  ومن بعد النبي فخير نفس ... أبو حسن وخير الصالحينا

  كأن الناس إذ فقدوا عليا ... نعام جال في بلد سنينا

  ولو أنا سئلنا المال فيه ... بذلنا المال فيه والبنينا

  أشاب ذؤابتي وأطال حزني ... أمامة حين فارقت القرينا

  تطوف بها لحاجتها إليه ... فلما استيأست رفعت رنينا

  وعبرة أم كلثوم إليها ... تجاوبها وقد رأت اليقينا

  فلا تشمت معاوية بن صخر ... فإن بقية الخلفاء فينا

  وأجمعنا الإمارة عن تراض ... إلى ابن نبينا وإلى أخينا

  ولا نعطي زمام الأمر فينا ... سواه الدهر آخر ما بقينا

  وإن سراتنا وذوي حجانا ... تواصو أن نجيب إذا دعينا

  بكل مهنّد عضب وجرد ... عليهن الكماة مسوّمينا⁣(⁣٢)

  * * *

  أخبرني عمي الحسن بن محمد، قال: أنشدني محمد بن سعد الكناني⁣(⁣٣) لبعض بني عبد المطلب يرثي أمير المؤمنين #، ولم يعرف اسمه:

  يا قبر سيدنا المجن له ... صلّى الإله عليك يا قبر⁣(⁣٤)


(١) ينهك: يبالغ في العقوبة.

(٢) العضب: القاطع، والجرد: الخيل القصيرة الشعر. والكماة: جمع كمي وهو الشجاع المقدم الجريء، وسمي كميا لأنه يكمي شجاعته أي يكتمها لوقت حاجته إليها ولا يظهرها متكثرا بها. ومسومين: أي معلمين.

(٣) في ط وق «ابن سعد الكواني» وفي ابن أبي الحديد «ابن سعد لبعض بني».

(٤) كذا في ط وق وفي الخطية «المجن سماحة».