مقاتل الطالبيين،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

114 - محمد بن حمزة

صفحة 548 - الجزء 1

  بمثل ما عندهم، فأعطني ما أنفقه، فيعطيه ويسرف، وربما صادف منه ضيقة فيقول: ليس عندي ما أعطيك، فيخرج مغضبا، ويحلف له أنه يخرج على السلطان، فيقوم إليه فيناشده الله ويبكي، فلا يجيبه، فيدخل إلى أمه، وكانت أم ولد - فيقول لها: إن زيدا طلب كذا وكذا، وحلف أني إن لم أعطه خرج على السلطان، فأعطيني من حليّك بمقدار ما يريد، فتقول له: إنه يرهبك بهذا وليس يخرج فدعه مرّة [واحدة]⁣(⁣١) وجرّب، فيقول لها: هيهات، ليس الأمر حيث تظنين. (شنشنة أعرفها من أخزم)⁣(⁣٢).

  ثم لا يبرح حتى تعطيه ما يريد.

١١٤ - محمد بن حمزة

  ومحمد بن حمزة بن عبيد الله⁣(⁣٣) بن العباس [بن الحسن]⁣(⁣٤) بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب $.

  قتله [محمد بن] طغج⁣(⁣٥) في بستان له، ¥.

  حدثني أحمد بن محمد المسيب، قال:

  كان محمد بن حمزة من رجالات بني هاشم وكان إذا ذكر [ابن] طغج لا يؤمره ويثلبه، ويستطيل عليه إذا حضر مجلسه، فاحتال [ابن] طغج على غلام لبعض الرجالة فستره ثم أعلم صاحبه أنه في دار محمد بن حمزة وضراه به فاستعوى⁣(⁣٦) جماعة من الرجالة فكبسوه وهو في بستان، فقطعوه بالسكاكين، وبقي عامة يومه مطروحا في البستان، وهم يترددون إليه فيضربونه بسيوفهم، هيبة له وخوفا أن يكون حيا أو به رمق فيلحقهم ما يكرهون ¥.


(١) الزيادة من الخطية.

(٢) هذا عجز بيت صدره «إن بني ضرجوني بالدم» وقال ابن الكلبي إن الشعر لأبي أخزم، وهو جد أبي حاتم أو جد جده، وكان له ابن عاق يقال له: أخزم، فمات وترك بنين فوثبوا على جدهم أبي أخزم فأدموه فقال هذا البيت والشنشنة الطبيعة والعادة يعني أن هؤلاء أشبهوا أباهم في العقوق، راجع أمثال الميداني ١/ ٣٢٩.

(٣) في ط وق «بن عبد الله».

(٤) الزيادة من الخطية.

(٥) في ط وق «قتله طعج» وكانت وفاة محمد بن طفج الأخشيدي في سنة أربع وثلاثين وثلثمائة كما في حسن المحاضرة ٢/ ١٢.

(٦) في الأصول «وضربه عليه واستعوى».