مقاتل الطالبيين،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر الخبر في بيعته بعد وفاة أمير المؤمنين علي #

صفحة 81 - الجزء 1

  يحيى بن أبي بكير، قال: حدّثنا شعبة، عن أبي بكر بن حفص، قال:

  توفي الحسن بن علي، وسعد بن أبي وقّاص في أيام بعد ما مضى من إمارة معاوية عشر سنين، وكانوا يرون أنه سقاهما سما⁣(⁣١).

  أخبرنا أحمد بن محمد الهمداني، قال: حدّثنا يحيى بن الحسن العلوي، قال: حدثنا سلمة بن شبيب، قال: حدثنا عبد الرازق، قال: أخبرنا معمر، قال: حدّثني من سمع ابن سيرين يحدث مولى للحسن بن علي، وحدثني أحمد بن عبيد الله بن عمار، قال: حدثنا عيسى بن مهران، قال: حدثنا عثمان بن عمر⁣(⁣٢)، قال: حدثنا أبو عون، عن عمير بن إسحاق⁣(⁣٣) - واللفظ له - قال:

  كنت مع الحسن والحسين في الدار فدخل الحسن المخرج ثم خرج فقال: لقد سقيت السم مرارا ما سقيته مثل هذه المرة، ولقد لفظت قطعة من كبدي فجعلت أقلبها بعود معي، فقال له الحسين: من سقاكه؟ فقال: وما تريد منه؟ أتريد أن تقتله، إن يكن هو هو فالله أشد نقمة منك، وإن لم يكن هو فما أحب أن يؤخذ بي بريء⁣(⁣٤).

  ودفن الحسن في جنب قبر فاطمة بنت رسول الله ÷ في البقيع في ظلة بني نبيه، وقد كان أوصى أن يدفن مع رسول الله ÷ فمنع مروان بن الحكم من ذلك⁣(⁣٥)، وركبت بنو أمية في السلاح وجعل مروان يقول:

  يا رب هيجا هي خير من دعه، أيدفن عثمان في أقصى البقيع، ويدفن الحسن في بيت رسول الله ÷؟ والله لا يكون ذلك أبدا وأنا أحمل السيف، فكادت الفتنة تقع. وأبى الحسين أن يدفنه إلّا مع النبي ÷، فقال له


(١) أبي أبي الحديد.

(٢) في الخطية «عثمان بن عمرو».

(٣) في ابن أبي الحديد «عمران بن إسحاق».

(٤) الإرشاد ١٧٢ وابن أبي الحديد ٤/ ١٧ وتاريخ اليعقوبي ٢/ ٢٠٠ وصفة الصفوة ١/ ٣٢٠ وتهذيب التهذيب ٢/ ٣٠٠ وتهذيب تاريخ ابن عساكر ٤/ ٢٢٦.

(٥) في ابن الأثير ٣/ ١٩٧ «وكان أمير المدينة في ذلك الوقت سعيد بن العاص ولكنه لم يعرض لهم».