مقاتل الطالبيين،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

53 - محمد بن جعفر بن محمد

صفحة 447 - الجزء 1

  حدثني أحمد بن محمد بن سعيد، قال: قال يحيى بن الحسن، حدثني محمد بن جعفر:

  أن محمد بن محمد سقى السم بمرو، وتوفي بها وكان يختلف حتى اختلف كبده.

  قال:

  ونظر في الدّواوين فوجد من قتل من أصحاب السلطان في وقائع أبي السرايا مائتا ألف رجل.

  * * *

(ذكر من خرج معه وبايعه)

  حدثني محمد بن الحسين الأشناني، قال: حدثني أبي، قال:

  خرج مع أبي السرايا أكثر أهل الكوفة إلّا من لا فضل فيه ولا غناء، فإنما عد من تخلّف عنه، ثم ذكر لي أنّ مبلغهم كان زهاء مائتي ألف وأكثر، فقلت لمحمد بن الحسين: إن أحمد بن عبيد الله بن عمار روى لنا، عن محمد بن داود بن الجراح، عن محمد بن أبي خيثمة، عن يحيى بن عبد الحميد الحماني، قال:

  رأيت أبا بكر وعثمان⁣(⁣١) ابني شيبة وقد خرجا مع أبي السرايا وعلى أحدهما عمامة صفراء والآخر حمراء، وقالا: يتأسى بنا الناس. فقال: لم يكونا في ذلك الوقت بهذا المحل، وقد بايع لمحمد بن إبراهيم الأكابر ممن حدث عنه ابنا أبي شيبة⁣(⁣٢) مثل يحيى بن آدم⁣(⁣٣) فإنه بايعه فجعل محمد يشترط عليه ويحيى يقول: ما استطعت ما استطعت، ويقول له محمد: هذا قد استثناه لك القرآن إن الله تعالى يقول: {فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}⁣(⁣٤).


(١) هو أبو الحسن عثمان بن محمد بن إبراهيم بن عثمان العبسي، المعروف بابن أبي شيبة، كان من ثقاة أهل الكوفة، رحل إلى مكة والري ثم نزل بغداد وحدث بها، وتوفي سنة تسع وثلاثين ومائتين راجع تاريخ بغداد ١١/ ٢٨٣ - ٢٨٨ وخلاصة تذهيب الكمال ص ١٢٢.

(٢) حدث عثمان عن شريك بن عبد الله، وأبي الأحوص وسفيان بن عيينة، وجرير بن عبد الحميد، وهشيم وعمرو بن عبيد، وعبيد الله الأشجعي، وعبد الله ابن إدريس، وحميد بن عبد الرحمن كما في تاريخ بغداد ١١/ ٢٨٤.

(٣) هو يحيى بن آدم بن سليمان الأموي مولاهم، أبو زكريا الكوفي. قال ابن سعد: مات سنة ثلاث ومائتين، كما في خلاصة تذهيب الكمال ٣٦١.

(٤) سورة التغابن ١٦.