[جوازم الفعل المضارع على ضربين: ما يجزم فعلا واحدا، وما يجزم فعلين]
[جوازم الفعل المضارع على ضربين: ما يجزم فعلا واحدا، وما يجزم فعلين]
  ص - فإن سقطت الفاء بعد الطّلب وقصد الجزاء جزم، نحو قوله تعالى: {قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ} وشرط الجزم بعد النّهي صحّة حلول «إن لا» محلّه، نحو «لا تدن من الأسد تسلم» بخلاف «يأكلك».
  ويجزم أيضا بلم، نحو {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ}، ولمّا نحو {لَمَّا يَقْضِ} وباللام و «لا» الطّلبيّتين، نحو (لينفق، ليقض، لا تشرك، لا تؤاخذنا).
  ويجزم فعلين: إن، وإذ ما، وأين، وأنّى، وأيّان، ومتى، ومهما، ومن، وما، وحيثما، نحو: {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ}، {مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ}، {ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها} ويسمّى الأوّل شرطا والثّاني جوابا وجزاء، وإذا لم يصلح لمباشرة الأداة قرن بالفاء نحو {وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} أو بإذا الفجائية، نحو {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ}.
  ش - لما انقضى الكلام على ما ينصب الفعل المضارع شرعت في الكلام على ما يجزمه؛ والجازم ضربان: جازم لفعل واحد، وجازم لفعلين.
[الذي يجزم فعلا واحدا خمسة أشياء:]
  فالجازم لفعل واحد خمسة أمور:
[الأول: الطلب، أمرا، أو نهيا]
  أحدها: الطّلب، وذلك أنه إذا تقدم لنا لفظ دالّ على أمر أو نهي أو استفهام أو غير ذلك من أنواع الطلب، وجاء بعده فعل مضارع مجرد من الفاء، وقصد به الجزاء؛ فإنه
= بالابتداء وعلامة رفعه الضمة الظاهرة «عليك» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ «إذا» ظرف لما يستقبل من الزمان «فعلت» فعل: فعل ماض، وتاء المخاطب فاعله، وهو ضمير المخاطب مبني على الفتح في محل رفع، والجملة من الفعل والفاعل في محل جر بإضافة إذا إليها، وجواب إذا محذوف يدل عليه سابق الكلام والتقدير: إذا فعلت ذلك فإنه عار عليك، وجملة الشرط وجوابه لا محل لها من الإعراب؛ لأنها جملة معترضة «عظيم» نعت لقوله عار، ونعت المرفوع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وهذا النعت هو الذي سوغ الابتداء بالنكرة التي هي قوله عار في أول الشطر الثاني من البيت، وقد فصل بين الوصف وموصوفه بالجملة الشرطية.
الشاهد فيه: قوله «وتأتي» حيث نصب تأتي بأن المضمرة وجوبا بعد الواو الدالة على المعية - أي:
مصاحبة ما بعدها لما قبلها - في جواب النهي المدلول عليه بقوله «لا تنه عن خلق» ألست ترى أن غرض الشاعر أن ينهاك عن أن تنهى أحدا عن أمر قبيح وأنت تأتي مثل هذا الأمر الذي تنهى عنه: أي أنه ينهاك عن مصاحبة هذين الأمرين؟