شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[الخامس: «لا» الطلبية]

صفحة 110 - الجزء 1

  (٨) و «أيّان» كقوله:

  ٢٧ - ... فأيّان ما تعدل به الرّيح تنزل ...

  (٩) و «حيثما» كقوله:


= ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا «العمامة» مفعول به لأضع، منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة «تعرفوني» فعل مضارع جواب الشرط وجزاؤه، مجزوم بمتى، وعلامة جزمه حذف النون، وواو الجماعة فاعله، مبني على السكون في محل رفع، والنون الموجودة هي نون الوقاية، وياء المتكلم مفعول به، مبني على السكون في محل نصب.

الشاهد فيه: قوله «متى أضع العمامة تعرفوني» حيث جزم بمتى فعلين، أولهما «أضع» والثاني «تعرفوني» على أن الأول فعل الشرط، والثاني جوابه وجزاؤه، وقد عرفت أن علامة جزم الأول السكون، وأنه لولا وقوع الساكن بعد آخره لما كسر، كما عرفت أن علامة جزم الثاني حذف النون، وهذه النون المذكورة ليست نون الرفع، ولكنها نون الوقاية التي تلحق الفعل عند اتصاله بياء المتكلم، ولو كان هذا الفعل مرفوعا لقال: «تعرفونني» بنونين أولاهما نون الرفع وثانيتهما نون الوقاية.

٢٧ - هذا عجز بيت، وصدره قوله:

... إذا النّعجة العجفاء كانت بقفرة ...

وهذا البيت قد استشهد به كثير من النحاة منهم الأشموني في جوازم المضارع (رقم ١٠٦٤) ولا يعلم قائله، وكثير من الناس يشك في صحة صدره.

اللغة: «العجفاء» المهزولة «قفرة» القطعة من الأرض لا نبات فيها «تعدل» تمل.

الإعراب: «أيان» اسم شرط جازم يجزم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جوابه وجزاؤه، وهو منصوب على الظرفية المكانية، وناصبه قوله تنزل الذي هو جوابه «ما» زائدة» «تعدل» فعل مضارع فعل الشرط، مجزوم بأيان، وعلامة جزمه السكون «به» جار ومجرور متعلق بقوله تعدل «الريح» فاعل تعدل «تنزل» فعل مضارع جواب الشرط مجزوم بأيان أيضا، وعلامة جزمه السكون، وإنما كسر لأجل الرويّ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي.

الشاهد فيه: قوله «أيان ... تعدل ... تنزل» حيث جزم بأيان فعلين، أولهما «تعدل» والثاني «تنزل» على أن الأول منهما فعل الشرط والثاني جوابه وجزاؤه، وقد عرفت أن علامة جزم الفعلين جميعا هي السكون، وأنه لولا حركة الرويّ لكان الثاني ساكنا مثل سكون الأول.

وفي هذا البيت نكتة غير ذلك، وحاصلها أن «أيان» تجزم الفعلين وإن اتصلت بها «ما» الزائدة، من غير أن يكون ذلك الاتصال واجبا فيها، بدليل قول الآخر:

أيّان نؤمنك تأمن غيرنا، وإذا ... لم تدرك الأمن منّا لم تزل حذرا