شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[الخامس: «لا» الطلبية]

صفحة 112 - الجزء 1

  (١١) و «أنّى» كقوله:

  ٣٠ - فأصبحت أنّى تأتها تستجر بها ... تجد ...


= فعل مضارع، فعل الشرط، مجزوم بإذ ما، وعلامة جزمه حذف الياء والكسرة قبلها دليل عليها، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «ما» اسم موصول: مفعول به لتأت، مبني على السكون في محل نصب «أنت» ضمير منفصل مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع «آمر» خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة «به» جار ومجرور متعلق بآمر، وجملة المبتدأ والخبر لا محل لها من الإعراب صلة الموصول، والعائد هو الضمير المجرور محلا بالباء «تلف» فعل مضارع جواب الشرط، مجزوم بإذ ما، وعلامة جزمه حذف الياء والكسرة قبلها دليل عليها، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، وجملة الشرط والجواب في محل رفع خبر إن «من» اسم موصول: مفعول أول لتلف مبني على السكون في محل نصب «إياه» إيا: ضمير منفصل مفعول به لتأمر مقدم عليه، والهاء حرف دال على الغيبة «تأمر» فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها من الإعراب صلة الموصول الذي هو من، والعائد هو الضمير الواقع مفعولا مقدما «آتيا» مفعول ثان لتلف منصوب بالفتحة الظاهرة.

الشاهد فيه: قوله «إذ ما تأت. .» حيث جزم بإذ ما فعلين: أولهما «تأت» وثانيهما «تلف» على أن أولهما فعل الشرط، وثانيهما جوابه وجزاؤه، وقد علمت أن علامة جزم كل منهما حذف الياء والكسرة قبلها دالة عليها.

٣٠ - هكذا وقع هذا الشاهد في نسخ الشرح، وأكمله العلامة السجاعي بقوله «وتمام البيت ... حطبا جزلا ونارا تأججا» وهو كالمؤلف تابع لجماعة من النحويين وإنهم لبمعزل عن الصواب، وذلك أنهم ركبوا بيتا من بيتين لشاعرين مختلفتين فأخذوا صدر أحدهما مع تغيير في بعض ألفاظه فركبوه على عجز الآخر، وبيان ذلك أن لبيد بن ربيعة العامري يقول:

فأصبحت أنّى تأتها تلتبس بها ... كلا مركبيها تحت رجلك شاجر

وهذا البيت من شواهد سيبويه (ج ١ ص ٤٣٢) رواه على هذه الصورة التي ذكرناها، وهو ثقة ثبت مشافه للعرب راو لأشعارها مستنبط منها، وقال شاعر آخر:

متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا ... تجد حطبا جزلا ونارا تأجّجا

وهذا البيت أيضا من شواهد سيبويه (ج ١ ص ٤٤٦) رواه على ما أخبرناك، فأخذ النحاة من بعده صدر بيت لبيد فركبوه على عجز ذلك البيت الآخر، مع أن أحدهما لا يلتئم مع الآخر، وقد أكمله بعضهم هكذا:

... تجد فرجا منها إليك قريبا ...

اللغة، والمعنى: سنفسر لك هاهنا البيتين اللذين رويناهما، فأما بيت لبيد فقوله «مركبيها» أراد به =