شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[النكرة والمعرفة]

صفحة 115 - الجزء 1

  مِنْ قَبْلُ}⁣(⁣١) {وَمَنْ يُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً}⁣(⁣٢).

  ويجوز في الجملة الاسمية أن تقترن بإذا الفجائية كقوله تعالى: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ}⁣(⁣٣)، وإنما لم أقيّد في الأصل إذا الفجائية بالجملة الاسميّة لأنها لا تدخل إلا عليها، فأغناني ذلك عن الاشتراط⁣(⁣٤).

  * * *

[النكرة والمعرفة]

  ص - فصل: الاسم ضربان: نكرة، وهو ما شاع في جنس: موجود كرجل، أو مقدّر كشمس، ومعرفة، وهي ستّة: الضّمير، وهو ما دلّ على متكلّم أو مخاطب أو غائب، وهو إمّا مستتر كالمقدّر وجوبا في نحو: «أقوم» و «نقوم» أو جوازا في نحو: «زيد يقوم» أو بارز، وهو إمّا متّصل كتاء «قمت» وكاف «أكرمك» وهاء «غلامه» أو منفصل ك «أنا» و «هو» و «إيّاي» ولا فصل مع إمكان الوصل، إلّا في نحو: الهاء من «سلنيه» بمرجوحيّة و «ظننتكه» و «كنته» برجحان.

  ش - ينقسم الاسم بحسب التنكير والتعريف [إلى قسمين]: نكرة، وهي الأصل، ولهذا قدّمتها، ومعرفة، وهي الفرع، ولهذا أخّرتها.


(١) من الآية ٧٧ من سورة يوسف.

(٢) من الآية ٧٤ من سورة النساء.

(٣) من الآية ٣٦ من سورة الروم.

(٤) قد تحذف الفاء وهي مستحقة، سواء أكان الجواب جملة فعلية كما جاء في حديث اللقطة «فإن جاء صاحبها وإلا استمتع بها» التقدير: «فإن جاء صاحب اللقطة فأدها إليه، وإن لا يجئ فاستمتع بها» فحذف جواب الشرط الأول، وحذف الشرط من الثاني والفاء من جوابه، ومثله قول الشاعر:

ومن لا يزل ينقاد للغيّ والهوى ... سيلفى على طول السّلامة نادما

أم كان الجواب جملة اسمية نحو قول عبد الرحمن بن حسان بن ثابت:

من يفعل الحسنات اللّه يشكرها ... والشّرّ بالشّرّ عند اللّه مثلان

واعلم أنه يتعين ربط الجواب بالفاء، ولا يجوز ربطه بإذا الفجائية في ثلاثة مواضع:

الأول: أن تكون الجملة الاسمية دعائية نحو «إن جاء زيد فسلام عليه».

الثاني: أن تكون الجملة مقترنة بحرف نفي نحو «إن يلعب زيد فما أنا براض عنه».

والثالث: أن تكون الجملة مقترنة بأن المؤكدة نحو «إن تسافر فإن قلبي معك».