[أنواع شبه الجملة، وشرط كل نوع]
[أنواع شبه الجملة، وشرط كل نوع]
  وشبه الجملة ثلاثة أشياء: الظرف، نحو: «الذي عندك» والجار والمجرور، نحو «الذي في الدّار» والصفة الصريحة، وذلك في صلة أل، وقد تقدم شرحه.
  وشرط الظّرف والجار والمجرور أن يكونا تامين(١)؛ فلا يجوز: «جاء الذي بك»
= الفتح في محل جزم «العموم» فاعل جحد، مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وجواب الشرط محذوف، دل عليه ما قبل أداة الشرط، وتقديره: إن جحد العموم فإننا نعبده، وجملتا الشرط والجواب معطوفتان على محذوف أولى بالحكم من المذكور، وتقدير الكلام: إن أقر العموم عبدناه وإن جحد العموم عبدناه.
الشاهد فيه: قوله «للذي صلت قريش» حيث حذف من جملة الصلة التي هي قوله: «صلت قريش» العائد إلى الاسم الموصول، وهو قوله: «الذي» المجرور محلا باللام، وهذا العائد ضمير مجرور بحرف جر، وأنت إذا نظرت متأملا في هذا الشاهد تبين لك أن حرف الجر المحذوف الذي يجر العائد المحذوف مماثل لحرف الجر الذي جر الاسم الموصول في لفظه ومعناه، ألا ترى أن التقدير:
نصلي للذي صلت له قريش؛ فالجار للضمير اللام، وهي مثل الجار للذي لفظا ومعنى، ومتعلق اللام هو صلت، وهذا الفعل مماثل لنصلي مادة ومعنى.
فإذا اتضح لك هذا علمت أنه لا يجوز حذف العائد إلى الاسم الموصول - إذا كان ذلك العائد مجرورا بحرف جر - إلا إذا تماثل الحرفان لفظا ومعنى، وتماثل مع ذلك متعلقهما مادة ومعنى، فإن اختلف لفظ الحرفين، أو معناهما، أو اختلفت مادة المتعلقين أو معناهما؛ لم يجز الحذف.
هذا، وقد أجاز ابن مالك في شرح الكافية حذف العائد المجرور بحرف جر، إذا وقع بعد الصلة مثله، ومثل له بقول الشاعر:
لو أنّ ما عالجت لين فؤادها ... فقسا استلين به للان الجندل
يريد لو أن ما عالجت به لين فؤادها فقسا استلين به الجندل للان، فحذف «به» الأول وهو العائد، وعامله، لوجود مثله بعد الصلة وهو به في قوله: «استلين به» ولكن غير ابن مالك لا يجيزون ذلك، ويعتبرونه من الضرورات.
(١) الظرف التام هو: الذي يكون تعلقه بالكون العام مؤديا لمعنى تام، والظرف الناقص هو: الذي يكون تعلقه بالكون العام غير مؤد لمعنى ذي فائدة، وهذا كلام يحتاج إلى أن نوضحه لك، فاعلم أولا أن الكون هو الحدث؛ فالأكل كون، والشرب كون، والنوم كون، ثم اعلم ثانيا أن الكون ينقسم إلى قسمين: عام، وخاص، فالكون العام مثل الوجود، ومعنى عمومه أنه لا يخلو عنه في وقت من الأوقات شيء ما، ألست ترى أن كل شيء فهو موجود في كل وقت، وأما الكون الخاص فهو ما يكون صفة لبعض الأشياء في بعض الأوقات مثل الشرب والنوم والكتابة والقراءة، فإذا أردت أن تعرف ما هو تام من الظرف فهاته مع الكون العام فإن وجدت أنه يفيد فائدة تامة فاعلم أنه تام، مثل قولك: جاء الذي عندك؛ ألا ترى أنك لو قدرته: جاء الذي وجد عندك، أفاد، ولو قلت: جاء الذي أمس، لم يكن تاما فإنك لو قدرته جاء الذي وجد أمس، لم يفد فائدة يصح أن تقصد من الكلام؛ لأنك تعلم - من غير حاجة إلى إخبار مخبر - أن كل شيء فهو موجود أمس.