[قد يتوسط خبرها]
  (٣) وما يعمله بشرط أن يتقدّم عليه «ما» المصدرية الظرفية، وهو: دام، كقوله تعالى:
  {وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا}(١) أي: مدّة دوامي حيّا، وسمّيت «ما» هذه مصدريّة؛ لأنها تقدّر بالمصدر، وهو الدوام، وظرفية؛ لأنها تقدّر بالظرف، وهو المدة.
[قد يتوسط خبرها]
  ص - وقد يتوسّط الخبر، نحو:
  ... فليس سواء عالم وجهول ...
  ش - يجوز في هذا الباب أن يتوسّط الخبر بين الاسم والفعل، كما يجوز في باب الفاعل أن يتقدّم المفعول على الفاعل(٢)، قال اللّه تعالى: {وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ
= الخبر، مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وأصل نظام الكلام: ولا زال القطر منهلا بجرعائك.
الشاهد فيه قوله «ولا زال منهلا بجرعائك القطر» حيث أعمل زال في الاسم فرفعه بها، وفي الخبر فنصبه، لأنها فعل ماض ناقص، يعمل عمل كان، وقد تقدم عليه حرف دال على الدعاء، وهو لا، والدعاء شبيه بالنفي.
وفي البيت أيضا دليل على جواز تقدم خبر هذا الفعل على اسمه، فيكون الخبر متوسطا بين الفعل واسمه، كما تبين في الإعراب، وسيأتي شرح ذلك قريبا (ص ٢٣٣).
واعلم أنه ربما حذف حرفي النفي من اللفظ، وهو مراد ومقدر، اعتمادا على فهم السامع مع ما استقر في خصوص هذه الأفعال الأربعة من أنها لا تكون ناقصة رافعة للاسم ناصبة للخبر إلا حين يتقدم عليها النفي أو شبهه، ومن حذف حرف النفي قوله تعالى: {تَاللَّهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ} التقدير: تاللّه لا تفتأ تذكر، وكذلك قول امرئ القيس:
فقلت يمين اللّه أبرح قاعدا ... ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي
التقدير: يمين اللّه لا أبرح قاعدا.
(١) من الآية ٣١ من سورة مريم.
(٢) أطلق الشارح الكلام، فعلم من إطلاقه أن المراد بتوسط الخبر وقوعه بين العامل الذي هو كان أو إحدى أخواتها وبين الاسم على أي صورة كان الكلام، وقد اختلف النحاة من هذه المسألة في بعض فروعها؛ والجمهور من البصريين على أن وقوع الخبر في هذا الباب بين العامل واسمه جائز في جميع الصور، سواء أكان الخبر مفردا نحو قوله تعالى {وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} أم كان الخبر جملة فعلية فعلها رافع لضمير الاسم نحو قولك «كان يخلص لك زيد» أم كان الخبر جملة فعلية فعلها رافع لغير ضمير الاسم نحو قولك «كان يخلص لك أبوه زيد» أم كان الخبر جملة اسمية نحو «كان آماله بعيدة زيد» وذهب جمهور الكوفيين إلى أن ذلك غير جائز في جميع أفعال هذا الباب لأن الخبر يشتمل على ضمير عائد إلى الاسم فيكون هذا الضمير =