[«لات» النافية تعمل عمل ليس بشروط]
  «ما» أقوى من «لا» ولهذا تعمل في النثر، وقد اشترطت في «ما» أن لا يتقدّم خبرها، ولا يقترن بإلّا، فأما اشتراط أن لا يقترن الاسم بأن؛ فلا حاجة له هنا؛ لأن اسم «لا» لا يقترن بأن.
  * * *
[«لات» النافية تعمل عمل ليس بشروط]
  ص - و «لات» لكن في الحين، ولا يجمع بين جزءيها والغالب حذف المرفوع، نحو: {وَلاتَ حِينَ مَناصٍ}.
  ش - الثالث مما يعمل عمل ليس: «لات»، وهي «لا» النّافية، زيدت عليها التاء لتأنيث(١) اللفظ، أو للمبالغة.
  وشرط إعمالها(٢): أن يكون اسمها وخبرها لفظ الحين، والثاني: أن يحذف أحد
= أن خبرها واجب الحذف، والتزم جعل الاسم المنصوب حالا من ضمير مستكن في الخبر المحذوف، فإن هذا خلاف الظاهر، والتقدير خلاف الأصل.
وقد أنشد المؤلف هذا البيت ليبين أن هذا الذي فعله المتنبي خطأ؛ لأن اسم «لا» عنده لا يكون إلا نكرة، لكن هذا الذي أنكره المؤلف على المتنبي قد أجازه جماعة من النحاة منهم ابن الشجري، وقد حكاه ابن عقيل عنه، واستدلوا له بقول النابغة الجعدي:
وحلّت سواد القلب لا أنا باغيا ... سواها، ولا عن حبّها متراخيا
وقد أنشد المؤلف بيت المتنبي في كتابه شذور الذهب (رقم ٩٤) على أنه صحيح على مذهب جماعة من النحاة يجيزون مجيء اسم لا معرفة بالألف واللام، واحتج له بقول الشاعر:
أنكرتها بعد أعوام مضين لها ... لا الدّار دارا ولا الجيران جيرانا
فلا محل بعد ذلك كله لتغليط المتنبي - وإن كان العلماء لا يرون الاحتجاج بكلامه - وذلك من قبل أنه من العلم بلغات العرب وأساليب كلامهم، بحيث يظن به أنه لا يقدم على الكلام إلا محتذيا بعض أساليبهم، وجاريا على ما وقع له من كلامهم.
وأنت لو تأملت في هذه الشواهد الأربعة - البيتين اللذين أنشدهما المؤلف، والبيتين اللذين أنشدناهما لندل على أن بيت المتنبي جار على مثال كلام العرب - تبين لك أن الخبر مذكور في كلها، وأن هذا هو الظاهر المتبادر، فلا محل حينئذ للقول بوجوب حذف الخبر والتزام التأويل في كل ما يحفظ من شواهد المسألة.
(١) قد زيدت التاء على ثلاثة أحرف، واحد من حروف الجر وهو رب، وواحد من حروف العطف وهو ثم، وواحد من حروف النفي وهو لا.
وشاهد الأول قول الشاعر:
وربّت سائل عنّي حفيّ ... أعارت عينه أم لم تعارا
وشاهد الثاني قول الآخر:
ولقد أمرّ على اللّئيم يسبّني ... فمضيت ثمّت قلت: لا يعنيني
ولا حاجة إلى الاستشهاد للثالث؛ لشهرته، ولمجيئه في القرآن الكريم، وهو أصح ما يحتج به.
(٢) زعم الأخفش أن «لات» حرف نفي مهمل لا عمل له، وزعم أنه إذا كان الاسم التالي لها مرفوعا فهو مبتدأ =