[«ظن» وأخواتها، عدد هذه الأفعال، والاستشهاد لكل منها]
  وخال(١)، كقوله:
  ٦٩ - ... يخال به راعي الحمولة طائرا ...
= المعنى: إن الناس قد علموا عنك أنك الرجل الذي لا ينقض عهده، واستيقنوا ذلك منك، فلا يداخلهم فيه شك، فيلزمك أن تقر بذلك عينا، وتمتلئ به سرورا.
الإعراب: «دريت» درى: فعل ماض مبني للمجهول، وتاء المخاطب نائب فاعل مبني على الفتح في محل رفع، وهو المفعول الأول «الوفي» مفعول ثان لدرى، والوفي مضاف و «العهد» مضاف إليه «يا» حرف نداء «عرو» منادى مرخم، وأصله عروة، مبني على ضم الحرف المحذوف لأجل الترخيم، في محل نصب «فاغتبط» الفاء حرف عطف، اغتبط: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «فإن» الفاء حرف دال على التعليل، إن: حرف توكيد ونصب «اغتباطا» اسم إن منصوب بالفتحة الظاهرة «بالوفاء» جار ومجرور متعلق باغتباط «حميد» خبر إن مرفوع بالضمة الظاهرة.
الشاهد فيه: قوله «دريت الوفي.. .» فإن درى في هذه العبارة فعل دال على اليقين، وقد نصب مفعولين، أولهما التاء التي وقعت نائب فاعل؛ فإنك تعلم أن نائب الفاعل أصله مفعول به، وثانيهما قوله الوفي، على ما بيناه في الإعراب.
(١) الأصل في خال ماضي يخال أن تكون بمعنى ظن فتدل على الرجحان كالبيت الذي أنشده الشارح، وقد تأتي بمعنى علم فتدل على اليقين وتنصب مفعولين أيضا، نحو قول الشاعر:
دعاني الغواني عمّهنّ وخلتني ... ليّ، اسم فلا أدعى به وهو أوّل
وقولنا: «ماضي يخال» للإشارة إلى أن «خال» قد تأتي بمعنى ساس نحو قولك «خال فلان المال» وبمعنى رعى نحو قولك «خال فلان على أهله» ومضارعه يخول، وقد تأتي بمعنى تكبر، وليست حينئذ من أفعال القلوب.
٦٩ - هذا عجز بيت، وصدره قوله:
... وحلّت بيوتي في يفاع ممنّع ...
والبيت للنابغة الذبياني، يقوله في أبيات للنعمان بن المنذر أيام موجدته عليه، وهو من شواهد سيبويه (ج ١ ص ٥٨).
اللغة: «بيوتي» جمع بيت «يفاع» هو المرتفع من الأرض العالي «ممنع» لا يناله أحد «يخال» يظن «الحمولة» الركائب.
المعنى: يقول: إنني في مكان بعيد عن أن تناله؛ لأنه مرتفع شديد البعد؛ حتى إن الناظر إليه ليظن راعي ركائبنا طائرا، والإنسان إذا نظر من مكان مطمئن إلى مكان عال يرى الكبير صغيرا، وقد يكون ضرب هذا مثلا لعزة قومه وامتناعهم على من يريدهم بسوء.
الإعراب: «حلت» حل: فعل ماض، والتاء علامة التأنيث «بيوتي» بيوت فاعل حل، مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، وبيوت مضاف وياء المتكلم مضاف إليه «في يفاع» جار ومجرور متعلق بحل «ممنع» صفة ليفاع، وصفة المجرور مجرورة «يخال» فعل مضارع مبني للمجهول، =