[«ظن» وأخواتها، عدد هذه الأفعال، والاستشهاد لكل منها]
  وزعم(١)، كقوله:
  ٧٠ - زعمتني شيخا، ولست بشيخ، ... إنّما الشّيخ من يدبّ دبيبا
= مرفوع بالضمة الظاهرة «به» جار ومجرور متعلق بيخال، أو بمحذوف حال «راعي الحمولة» راعي:
نائب فاعل ليخال، وهو المفعول الأول، وراعي مضاف و «الحمولة» مضاف إليه «طائرا» مفعول ثان ليخال منصوب بالفتحة الظاهرة.
الشاهد فيه: قوله «يخال راعي الحمولة طائرا» فإن يخال في هذه العبارة فعل دال على الرجحان، وقد نصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر؛ أولهما قوله «راعي الحمولة» الذي وقع نائب فاعل؛ لأنك تعلم أن نائب الفاعل أصله مفعول به، وثانيهما قوله: «طائرا» وهذا واضح من إعراب البيت الذي قدمناه.
(١) الأكثر في «زعم» أن تكون بمعنى ظن فتدل على الرجحان، والأكثر فيها أن تتعدى إلى مفعوليها بواسطة «أن» المخففة من الثقيلة نحو قوله تعالى: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا} أو بواسطة أن المشددة نحو قول الشاعر:
وقد زعمت أنّي تغيّرت بعدها ... ومن ذا الّذي يا عزّ لا يتغيّر
والزعم: قول يطلق على الحق والباطل، إلا أن الأكثر إطلاقه على قول يشك في صحته، فهو كقول لم يقم عليه دليل، ومن إطلاقه على الصحيح قول أبي طالب:
ودعوتني وزعمت أنّك ناصحي ... ولقد صدقت وكنت ثمّ أمينا
٧٠ - هذا البيت من كلام أبي أمية الحنفي، واسمه أوس، وقد أنشده الأشموني (رقم ٣١٩) والمؤلف في أوضحه (رقم ١٧٥) وفي شذور الذهب (رقم ١٧٩).
اللغة: «زعمتني» ظنتني «شيخا» الشيخ هو من ظهرت عليه السن واستبان فيه الشيب ويقال للإنسان شيخ إذا بلغ الخمسين إلى الثمانين «يدب دبيبا» يمشي مشيا متقاربا، ويسير سيرا ضعيفا.
المعنى: ظنت هذه المرأة أنني قد كبرت سني، وضعفت قوتي، ولكنها لا تعلم حقيقة الأمر؛ لأن من كان مثلي يسير سيرا قويا لا يقال عنه شيء من ذلك.
الإعراب: «زعمتني» زعم، فعل ماض، والتاء للتأنيث، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول أول «شيخا» مفعول ثان «ولست بشيخ» الواو واو الحال، ليس: فعل ماض ناقص، وتاء المتكلم اسمه، مبني على الضم في محل رفع، والباء حرف جر زائد، وشيخ: خبر ليس منصوب بفتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، وجملة ليس واسمها وخبرها في محل نصب حال «إنما» أداة حصر لا محل لها من الإعراب «الشيخ» مبتدأ «من» اسم موصول: خبر المبتدأ، مبني على السكون في محل رفع «يدب» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى من الموصولة، والجملة من الفعل وفاعله لا محل لها صلة الموصول «دبيبا» مفعول مطلق مؤكد لعامله وهو قوله «يدبّ».
الشاهد فيه: قوله «زعمتني شيخا» فإن زعم في هذه العبارة فعل دالّ على الرجحان، وقد نصب =