[الإلغاء، والتعليق، ومعنى كل منهما، وبيان الفرق بينهما]
  الكلام بينها وبين معموليها، والمراد بما له صدر الكلام «ما» النافية كقولك: «علمت ما زيد قائم» قال اللّه تعالى: {لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ}(١) فهؤلاء: مبتدأ، وينطقون:
  خبره، وليسا مفعولا أولا وثانيا، و «لا» النافية، كقولك «علمت لا زيد قائم ولا عمرو» و «إن» «النافية، كقوله تعالى: {وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا}(٢). أي: ما لبثتم إلّا قليلا.
  و «لام الابتداء»، نحو قولك: «علمت لزيد قائم» قال اللّه تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ}(٣) «ولام القسم»، كقول الشاعر:
  ٧٣ - ولقد علمت لتأتينّ منيّتي ... إنّ المنايا لا تطيش سهامها
(١) من الآية ٦٥ من سورة الأنبياء.
(٢) من الآية ٥٢ من سورة الإسراء.
(٣) من الآية ١٠٢ من سورة البقرة.
٧٣ - هذا البيت من كلام لبيد بن ربيعة العامري، وقد أنشده الأشموني في باب ظن وأخواتها (رقم ٣٢٦) والمؤلف في أوضحه (رقم ١٨٧) وفي شذور الذهب (رقم ١٨٠) وهو من قصيدة لبيد المعدودة في المعلقات والتي أولها قوله:
عفت الدّيار محلّها فمقامها ... بمنى تأبّد غولها فرجامها
اللغة: «منيتي» المنية: الموت، وأصلها فعلية بمعنى مفعولة، من منى يمني - بوزن رمى يرمي - ومعناه قدر، ولحقتها التاء لأنها قد صارت اسما، ولو كانت باقية على الوصفية لما لحقتها التاء؛ لأن الوصف الذي على وزن فعيل بمعنى مفعول يكون بلفظ واحد للمذكر والمؤنث غالبا كجريح وقتيل وطريد، وضريح بمعنى طريد، وصريع ووليد «لا تطيش» لا تخيب، بل تصيب المرمى «سهامها» السهام: جمع سهم، وهو هنا استعارة مكنية عن وسائل الموت المختلفة.
المعنى: إني موقن أنني سألاقي الموت حتما؛ لأن الموت نازل بكل إنسان، ولا يفلت منه أحد أبدا.
الإعراب: «لقد» اللام موطئة للقسم، قد: حرف تحقيق «علمت» فعل وفاعل «لتأتين» اللام واقعة في جواب القسم، تأتي: فعل مضارع، مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، ونون التوكيد حرف لا محل له من الإعراب «منيتي» منية: فاعل تأتي مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، ومنية مضاف وياء المتكلم مضاف إليه، مبني على السكون في محل جر، والجملة من تأتي وفاعله لا محل لها من الإعراب جواب القسم «إن» حرف توكيد ونصب «المنايا» اسم إن منصوب بفتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر «لا» حرف نفي، مبني على السكون لا محل له من الإعراب «تطيش» فعل مضارع، مرفوع بالضمة الظاهرة «سهامها» سهام: فاعل تطيش، مرفوع بالضمة الظاهرة، وسهام مضاف وضمير الغائبة العائد إلى المنايا مضاف إليه، مبني على السكون في محل جر، والجملة من الفعل المنفي وهو تطيش والفاعل في محل رفع خبر إن. =