شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[حكم المنادى إلى مضاف إلى الياء]

صفحة 232 - الجزء 1

  الثالثة: يا أبتا، بالتاء والألف، وبها قرئ شاذا⁣(⁣١).

  الرابعة: يا أبتي، بالتاء والياء⁣(⁣٢).

  وهاتان اللغتان قبيحتان، والأخيرة أقبح من التي قبلها، وينبغي أن لا تجوز إلا في ضرورة الشعر.

[حكم المنادى إلى مضاف إلى الياء]

  وإذا كان المنادى مضافا إلى مضاف إلى الياء - مثل: «يا غلام غلامي» - لم يجز فيه إلا إثبات الياء مفتوحة أو ساكنة، إلا إن كان ابن أم، أو ابن عم؛ فيجوز فيهما أربع لغات:

  فتح الميم، وكسرها، وقد قرأت السّبعة بهما في قوله تعالى: {قالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي}⁣(⁣٣)، {قالَ يَا بْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي}⁣(⁣٤).

  والثالثة: إثبات الياء، كقول الشاعر:


(١) وقد ورد على ذلك قول الراجز:

تقول بنتي قد أنى أناكا: ... يا أبتا علّك أو عساكا

وقول الآخر:

يا أبتا أرّقني القذّان ... فالنّوم لا تطعمه العينان

وقول الأعشى ميمون بن قيس:

ويا أبتا لا تزل عندنا ... فإنّا نخاف بأن تخترم

وقول الآخر.

يا أمّتا أبصرني راكب ... يسير في مسحنفر لاحب

(٢) وقد ورد على ذلك قول الشاعر:

أيا أبتي لا زلت فينا: فإنّما ... لنا أمل في العيش ما دمت عائشا

وقد استعمله من المحدثين كشاجم في قوله:

يا أبتي أيّ أسّى ... لم تبق لابن ثكلك

يا أبتي كلّ أب ... يورد يوما منهلك

وجمهور البصريين يخصون ذلك بالشعر؛ ولا يجيزونه في سعة الكلام، وأجاز كثير من الكوفيين أن تجمع بين التاء والياء أو الألف في سعة الكلام، وظاهر كلام المحقق الرضي موافقتهم.

(٣) من الآية ١٥٠ من سورة الأعراف.

(٤) من الآية ٩٤ من سورة طه.