شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[حكم المنادى إلى مضاف إلى الياء]

صفحة 233 - الجزء 1

  ٨٥ - يا ابن أمّي ويا شقيّق نفسي ... أنت خلّفتني لدهر شديد

  والرابعة: قلب الياء ألفا، كقوله:

  ٨٦ - ... يا ابنة عمّا لا تلومي واهجعي ...

  وهاتان اللغتان قليلتان في الاستعمال.

  * * *


٨٥ - هذا البيت من كلام أبي زبيد الطائي، واسمه حرملة بن المنذر، وهو من كلمة يرثي فيها أخاه، وقد أنشده المؤلف في أوضحه (رقم ٤٤٢) والأشموني في المنادى المضاف لياء المتكلم (رقم ٨٨٨) وسيبويه (ج ١ ص ٣١٨).

اللغة: «شقيّق» بضم الشين وفتح القاف وتشديد الياء - مصغر شقيق بفتح الشين «خلفتني» تركتني خلفك، وفي رواية سيبويه «أنت خليتني» أي تركتني.

الإعراب: «يا» حرف نداء «ابن» منادى، منصوب بالفتحة الظاهرة، وابن مضاف وأم من «أمي» مضاف إليه، وأم مضاف وياء المتكلم مضاف إليه «ويا» الواو عاطفة، يا: حرف نداء «شقيق» منادى منصوب بالفتحة الظاهرة، وشقيق مضاف ونفس من «نفسي» مضاف إليه، ونفس مضاف وياء المتكلم مضاف إليه، «أنت» ضمير منفصل مبتدأ «خلفتني» خلف: فعل ماض، والتاء ضمير المخاطب فاعله، مبني على الفتح في محل رفع، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به مبني على السكون في محل نصب، والجملة من خلف وفاعله ومفعوله في محل رفع خبر المبتدأ «لدهر» جار ومجرور متعلق بخلف «شديد» نعت لدهر، ونعت المجرور مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.

الشاهد فيه: قوله «يا ابن أمي» حيث أثبت ياء المتكلم مع كون المنادى مضافا إلى مضاف إلى ياء المتكلم، ومع كون المضاف إلى ياء المتكلم هو لفظ «أم» وثبوت الياء في هذه الحالة قليل.

٨٦ - هذا البيت من جملة أبيات لأبي النجم الفضل بن قدامة العجلي، وقد أنشده المؤلف في أوضحه (رقم ٤٤٣) والأشموني في باب النداء (رقم ٨٨٩) وسيبويه (ج ١ ص ٣١٨) والقزويني في الإيضاح (رقم ٢٢) وقد روى جزءا من القطعة صاحب معاهد التنصيص (ص ٣٦ بولاق) ونحن نذكر لك بعض هذه القطعة، قال:

قد أصبحت أمّ الخيار تدّعي ... عليّ ذنبا كلّه لم أصنع

من أن رأت رأسي كرأس الأصلع ... ميّز عنه قنزعا عن قنزع

جذب اللّيالي أبطئي أو أسرعي ... أفناه قيل اللّه للشّمس: اطلعي

... حتى إذا وأراك أفق فارجعي ...

اللغة: «لا تلومي» لا تعتبي «واهجعي» أصله من الهجوع، وهو الرقاد بالليل، والمراد اسكتي واطمئني. =