[المفعول فيه]
[المفعول فيه]
  ص - والمفعول فيه، وهو: ما سلّط عليه عامل على معنى «في» من اسم زمان ك «صمت يوم الخميس، أو حينا، أو أسبوعا» أو اسم مكان مبهم، وهو: الجهات السّتّ: «كالأمام، والفوق، واليمين وعكسهنّ»؛ ونحوهنّ: كعند، ولدى، والمقادير:
  كالفرسخ، وما صيغ من مصدر عامله، ك «قعدت مقعد زيد».
[تعريفه]
  ش - الرابع من المفعولات: المفعول فيه، وهو المسمّى ظرفا.
[جميع أسماء الزمان تقبل النصب ولا يقبله إلا المبهم من أسماء المكان]
  وهو: كل اسم زمان أو مكان سلّط عليه عامل على معنى «في» كقولك: صمت يوم الخميس، وجلست أمامك.(١)
  وعلم مما ذكرته أنه ليس من الظروف {يَوْماً} و {حَيْثُ} من قوله تعالى: {إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً}(٢)، وقوله تعالى: {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ}(٣) فإنهما وإن كانا زمانا ومكانا، لكنهما ليسا على معنى «في»، وإنما المراد أنهم يخافون نفس اليوم، وأن اللّه تعالى يعلم نفس المكان المستحقّ لوضع الرسالة فيه؛ فلهذا أعرب كل منهما مفعولا به(٤)، وعامل {حَيْثُ} فعل مقدر دلّ عليه {أَعْلَمُ} أي: يعلم حيث يجعل رسالته، وأنه ليس منهما أيضا نحو: {أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ} من قوله تعالى:
(١) ههنا أمران أحب أن أنبهك إليهما، الأمر الأول: أن تسلط العامل على المفعول فيه، هو ما يشير إليه قول المؤلف «على معنى في» سواء أكان الفعل واقعا بالفعل نحو «صمت يوم الخميس» أم كان غير واقع بالفعل نحو «ما صمت يوم الخميس» وهذا يخالف تسلط العامل على سائر المفاعيل، فإنه في المفعول به على معنى وقوعه عليه، وعلى المفعول له على معنى كونه علة له، وعلى المفعول المطلق على معنى أنه نفسه، والأمر الثاني:
أنه لا يسمى ظرفا - عند النحاة - إلا ما كان منصوبا على معنى في؛ فإن لم يكن منصوبا بالعامل أصلا أو كان منصوبا لكن على التوسع مثلا لم يسم ظرفا.
(٢) من الآية ١٠ من سورة الإنسان «الدهر: - هل أتى».
(٣) من الآية ١٢٤ من سورة الأنعام.
(٤) جعل «يوما» في الآية الأولى مفعولا به مما لا اعتراض عليه؛ لأن «يوما» اسم مكان متصرف يقع في مواقع الإعراب المختلفة، فتقول: هذا يوم مبارك، ويومك مليء بالمسرات، وأما جعل «حيث» مفعول به في الآية الثانية فإنه محل نظر، فإن «حيث» لا تتصرف إلا نادرا، ولا ينبغي تخريج القرآن الكريم على النادر؛ ولهذا ذهب جماعة من العلماء إلى أن مفعول الفعل الذي دل عليه «أعلم» محذوف، وذهب إلى أن «حيث» باقية على الظرفية، وتقدير الكلام على هذا: اللّه يعلم الفضل حيث يجعل رسالته، أي يعلم ما في الموضع الذي يجعل فيه الرّسالة من الطهارة والفضل والصلاحية للإرسال، وقد علم سبحانه أنكم لستم بهذه المنزلة، وقد فصل هذا الكلام أبو حيان في تفسير الآية الكريمة.