[اسم الفاعل، وشروط إعماله]
  والمثال، وهو: ما حوّل للمبالغة من فاعل إلى فعّال أو فعول أو مفعال، بكثرة أو فعيل أو فعل، بقلّة، نحو «أمّا العسل فأنا شرّاب».
  ش - النوع الثالث من الأسماء العاملة عمل الفعل: اسم الفاعل.
  وهو: «الوصف، الدّالّ على الفاعل، الجاري على حركات المضارع وسكناته»(١)، كضارب، ومكرم، ولا يخلو: إما أن يكون بأل، أو مجردا منها.
  فإن كان بأل عمل مطلقا، ماضيا كان أو حالا أو مستقبلا، تقول: جاء الضارب زيدا أمس، أو الآن، أو غدا، وذلك لأن أل هذه موصولة، وضارب حالّ محلّ ضرب إن أردت المضيّ، أو يضرب إن أردت غيره(٢)، والفعل يعمل في جميع الحالات؛ فكذا ما حلّ محلّه، وقال امرؤ القيس:
  ١٢٦ - القاتلين الملك الحلاحلا ... خير معدّ حسبا ونائلا
(١) يجب أن تعلم أن اسم الفاعل يدل على ذات حصل منها حدث مع الدلالة على أن هذا الحدث قد حدث بعد أن لم يكن، فضارب وآكل وشاتم، كل واحد من هذه الأسماء يدل على ذات وقع منها الحدث - وهو الضرب والأكل والشتم - بعد أن لم يكن، وأن الصفة المشبهة تدل على ذات وحدث ثابت لها، فنحو شجاع وكريم:
كل منهما يدل على ذات وحدث - وهو الشجاعة والكرم - ثابت ملازم لها.
ثم اعلم أن اسم الفاعل - وإن كان يعمل عمل الفعل - يفارق الفعل في أمرين:
الأول: أن اسم الفاعل يضاف إلى معموله، نحو قولك: زيد ضارب عمرو.
والثاني: أن معمول اسم الفاعل المتأخر عنه تدخل عليه لام الجر لتقويته نحو قولك: «زيد ضارب لعمرو» وأما الفعل فلا تدخل هذه اللام على معموله المتأخر، فلا تقول: زيد ضرب - أو يضرب - لعمرو.
(٢) وجه ذلك أن الأصل في صلة الموصولة أن تكون جملة، وعدل عن هذا الأصل في صلة أل تشبيها لأل الموصولة بأل المعرفة، فكان اسم الفاعل المتصل بأل الموصولة حالّا محل الفعل وواقعا في الموقع الذي كان من حق الفعل أن يقع فيه.
١٢٦ - هذا البيت من كلمة لامرئ القيس بن حجر الكندي، يقولها بعد أن قتل بنو أسد أباه، وخرج يطلب ثأره منهم، وقبل هذا البيت قوله:
واللّه لا يذهب شيخي باطلا ... حتّى أبير مالكا وكاهلا
اللغة: «شيخي» أراد أباه، والكلام على تقدير مضاف محذوف، وأصل الكلام: لا يذهب دم شيخي باطلا، يريد لا يذهب دمه هدرا، يعني أنه سيأخذ بثأره «أبير» أهلك «مالكا وكاهلا» قبيلتان «الحلاحل» - بضم الحاء الأولى - السيد الشجاع، أو العظيم المروءة «حسبا» هو ما يعده المرء من مفاخر آبائه «نائلا» عطاء وجودا. =