[الأول: النعت]
  وعدّها الزجاجيّ وغيره أربعة، وأدرجوا عطف البيان وعطف النسق تحت قولهم «العطف».
  * * *
[الأول: النعت]
  ص - النّعت، وهو: التّابع، المشتقّ أو المؤوّل به، المباين للفظ متبوعه(١).
  ش - «التابع» جنس يشمل التوابع الخمسة، و «المشتق أو المؤول به» مخرج لبقيّة التوابع؛ فإنها لا تكون مشتقة ولا مؤولة به(٢) ألا ترى أنك تقول في التوكيد(٣) «جاء القوم
(١) إن قلت: هل لفظ «النعت» ولفظ «الصفة» أو «الوصف» مترادفان يدل كل منهما على ما يدل عليه الآخر، أو هما مختلفان يدل أحدهما على معنى ويدل الآخر على معنى غيره؟
فالجواب على هذا: أن هناك اختلافا بين حملة اللغة في ذلك، فذكر ابن هشام في شرح اللمحة أنهما مترادفان كل واحد منهما يدل على ما يدلّ عليه الآخر، وذهب جماعة إلى أنهما متغايران، ثم هذا الفريق يختلف في مدلول كل منهما. فذهب قوم إلى أن لفظ النعت يكون في الحلى مثل الطويل والقصير وأما الصفة أو الوصف فإنما يكون في الأحداث كضارب وفاهم وذاهب، وذهب قوم إلى أن النعت لا يكون إلا فيما يتغير كضارب، وأما الوصف فيكون فيما يتغير وفيما لا يتغير.
(٢) لا يخفى على ذي فطنة أن العطف قد يكون بين مشتقين كما تقول: أبوك كريم وعالم، وهذا مما لا ينكره أحد له علم بما يتكلم به العرب، فمعنى قول الشارح: إن التوابع غير النعت لا تكون مشتقة ولا مؤولة به أنه لا يشترط فيها ذلك كما هو مشترط في النعت، ولا شك أن ما ذكره الشارح من الجواب عن عطف النسق في المشتق لا يجري في مثالنا وما أشبهه، من كل ما كان فيه المعطوف وصفا للذي وصف به المعطوف عليه، لا لغيره كما فرضه الشارح في مثاله.
(٣) أصل المشتق: ما أخذ من لفظ المصدر للدلالة على شيء منسوب إلى المصدر؛ فيشمل الأفعال الثلاثة الماضي والمضارع والأمر، ويشمل اسم الفاعل، واسم المفعول والصفة المشبهة، واسم التفضيل، ويشمل اسم الزمان، واسم المكان، واسم الآلة؛ فهذه الأشياء العشرة كل واحد منها يقال له «مشتق» بالمعنى الذي ذكرناه، ولما كانت هذه الأشياء بعضها يقع نعتا وبعضها لا يقع نعتا فسر ابن مالك في شرح الكافية المشتق الذي يقع نعتا (أو خبرا أو حالا) بأنه ما دل على حدث وصاحبه، وذلك يشمل أربعة من هذه العشرة، وهي:
اسم الفاعل، واسم المفعول، والصفة المشبهة، واسم التفضيل، وإطلاق لفظ المشتق على هذه الأربعة وحدها من باب إطلاق اسم العام على الخاص.
أما المؤول بالمشتق فأنواع أهمها:
الأول: اسم الإشارة، نحو قولك «زارني زيد هذا» فإنه في قوة قولك: زيد المشار إليه.
الثاني: «ذو» التي بمعنى صاحب وفروعها، نحو قولك «جاءني رجل ذو جاه» فإنه في قوة قولك: رجل صاحب جاه.
الثالث: الاسم المنسوب، نحو قولك «جاءني رجل دمشقي» فإنه في قوة قولك: رجل منسوب إلى دمشق.
الرابع: مما هو في تأويل المشتق: الجملة الخبرية، نحو قولك «جاءني رجل أبوه عالم» ونحو قوله تعالى:
{وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} ولا بد من ارتباطها بالمنعوت بضمير يعود منها إليه.