شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فائدة النعت]

صفحة 317 - الجزء 1

  أجمعون» و «جاء زيد زيد» وفي البيان والبدل «جاء زيد أبو عبد اللّه» وفي عطف النّسق «جاء زيد وعمرو» فتجدها توابع جامدة، وكذلك سائر أمثلتها، ولم يبق إلا التوكيد اللفظيّ، فإنه قد يجيء مشتقا كقولك «جاء زيد الفاضل الفاضل» الأول نعت والثاني توكيد لفظي؛ فلهذا أخرجته بقولي: «المباين للفظ متبوعه».

  فإن قلت: قد يكون التابع المشتق غير نعت، مثال ذلك في البيان والبدل قولك:

  «قال أبو بكر الصّدّيق، وقال عمر الفاروق» وفي عطف النسق: «رأيت كاتبا وشاعرا».

  قلت: الصّدّيق والفاروق وإن كانا مشتقّين إلا أنهما صارا لقبين على الخليفتين ® لاحقين بباب الأعلام كزيد وعمرو، و «شاعرا» في المثال المذكور نعت حذف منعوته، وذلك المنعوت هو المعطوف، وكذلك «كاتبا» ليس مفعولا في الحقيقة، إنما هو صفة للمفعول، والأصل: رأيت رجلا كاتبا ورجلا شاعرا.

  * * *

[فائدة النعت]

  ص - وفائدته تخصيص، أو توضيح، أو مدح، أو ذمّ، أو ترحّم، أو توكيد.

  ش - فائدة النعت⁣(⁣١): إما تخصيص نكرة، كقولك: «مررت برجل كاتب» أو توضيح معرفة، كقولك: «مررت بزيد الخيّاط» أو مدح، نحو: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}⁣(⁣٢) أو ذمّ نحو: «أعوذ باللّه من الشيطان الرّجيم» أو ترحّم، نحو: «اللّهمّ ارحم عبدك المسكين» أو


= والخامس: من الجامد المؤول بالمشتق أيضا المصدر، نحو قولك: «جاءني رجل عدل» أي عادل، وهذا تأويل الكوفيين، والبصريون يقدرون في النعت بالمصدر مضافا في قوة المشتق، فتقدير هذا المثال عندهم:

رجل ذو عدل.

(١) زاد جماعة من النحاة على هذه الفوائد الستة أربع فوائد أخرى، وهي:

الأولى: التعميم، نحو «إن اللّه يحشر عباده الأولين والآخرين».

الثانية: التفصيل، نحو قولك «زارني رجلان عربي وتركي».

الثالثة: الإبهام، نحو قولك «تصدق بصدقة قليلة أو كثيرة».

الرابعة: إعلام المخاطب بأن المتكلم عالم بحال المحدث عنه، نحو «رأيت أخاك العالم».

(٢) الآية ١ من سورة الفاتحة، وفي عدها آية منها وحدها أو من كل سورة من سور القرآن الكريم خلاف طويل الذيل عميق السيل.