شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[ما يتبع فيه منعوته]

صفحة 318 - الجزء 1

  توكيد، نحو: قوله تعالى: {تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ}⁣(⁣١) {فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ}⁣(⁣٢).

[ما يتبع فيه منعوته]

  ص - ويتبع منعوته في واحد من أوجه الإعراب، ومن التّعريف والتّنكير، ثمّ إن رفع ضميرا مستترا تبع في واحد من التّذكير والتّأنيث، وواحد من الإفراد وفرعيه، وإلّا فهو كالفعل، والأحسن، «جاءني رجل قعود غلمانه» ثمّ «قاعد» ثمّ «قاعدون».

  ش - اعلم أن للاسم بحسب الإعراب ثلاثة أحوال: رفع، ونصب، وجر، وبحسب الإفراد وغيره ثلاثة أحوال: إفراد، وتثنية، وجمع، وبحسب التذكير والتأنيث حالتان، وبحسب التنكير والتعريف حالتان؛ فهذه عشرة أحوال للاسم.

  ولا يكون الاسم عليها في وقت واحد، لما في بعضها من التضادّ، ألا ترى أنه لا يكون الاسم مرفوعا منصوبا مجرورا، ولا معرفا منكرا، ولا مفردا مثنى مجموعا، ولا مذكرا مؤنثا.

  وإنما يجتمع فيه منها في الوقت الواحد أربعة أمور، وهي من كل قسم واحد، تقول: «جاءني زيد» فيكون فيه الإفراد والتذكير والتعريف والرفع؛ فإن جئت مكانه برجل ففيه التنكير بدل التعريف وبقية الأوجه؛ فإن جئت مكانه بالزيدان أو بالرجال ففيه التثنية أو الجمع بدل الإفراد وبقية الأوجه؛ فإن جئت مكانه بهند ففيه التأنيث بدل التذكير وبقية الأوجه، فإن قلت: «رأيت زيدا» أو «مررت بزيد» ففيه النصب أو الجر بدل الرفع وبقية الأوجه.

  ووقع في عبارة [بعض] المعربين أن النعت يتبع المنعوت في أربعة من عشرة، ويعنون بذلك أنه يتبعه في الأمور الأربعة التي يكون عليها، وليس كذلك⁣(⁣٣)، وإنما حكمه أن يتبعه في اثنين من خمسة دائما، وهما: واحد من أوجه الإعراب، وواحد من التعريف


(١) من الآية ١٩٦ من سورة البقرة.

(٢) من الآية ١٣ من سورة الحاقة.

(٣) الاختلاف بينه وبين المعربين لفظي، فإنهم يريدون النعت الحقيقي، لا مطلق النعت، وهو يقصد مطلق النعت، وسيأتي (ص ٣٢١) ما يفيد اعتراف المؤلف بأن الخلاف لفظي.