[متى تكون «ذو» موصولة؟]
[متى تكون «ذو» موصولة؟]
  وإنما تكون «ذو» موصولة في لغة طيّئ خاصة، تقول: «جاءني ذو قام» وسمع من كلام بعضهم: «لا وذو في السّماء عرشه»، وقال شاعرهم:
  ٣١ - فإنّ الماء ماء أبي وجدّي ... وبئري ذو حفرت وذو طويت
٣١ - هذا البيت من قول سنان بن الفحل الطائي، وهو من جملة أبيات اختارها أبو تمام الطائي في حماسته، وقد استشهد به الأشموني في باب الموصول (رقم ١٠١) والمؤلف في توضيحه (رقم ٥١).
اللغة: «ذو حفرت» أي: التي حفرتها «وذو طويت» أي التي طويتها، وتقول: طويت البئر طيّا، إذا بنيت بالحجارة عليها.
المعنى: إنه لا حق لكم في ورود هذا الماء، لأنه ماء كان يرده أبي وجدي من قبل، وكان خاصا بهما لا يرده غيرهما، وهذه البئر أنا الذي حفرتها وأنا الذي بنيت دائرها؛ فأنا أحق الناس بورودها.
الإعراب: «إن» حرف توكيد ونصب «الماء» اسم إن، منصوب بها وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة «ماء» خبر إن مرفوع بها، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وماء مضاف وأب من قوله «أبي» مضاف إليه، مجرور وعلامة جره كسرة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، وأب مضاف وياء المتكلم مضاف إليه، مبني على السكون في محل جر «وجدي» الواو حرف عطف، وجد معطوف على أب والمعطوف على المجرور مجرور، وجد مضاف وياء المتكلم مضاف إليه «وبئري» الواو حرف عطف، وبئر: إما مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم أيضا، وإما معطوف على اسم إن منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم أيضا، وبئر مضاف وياء المتكلم على كل حال مضاف إليه «ذو» اسم موصول بمعنى التي خبر المبتدأ أو معطوف على خبر إن، وعلى كل حال فالاسم الموصول مبني على السكون في محل رفع، فإن قدرت قوله «بئري ذو حفرت» مبتدأ وخبرا فقد عطفت الواو جملة على جملة، أي: عطفت جملة المبتدأ والخبر على جملة إن واسمها وخبرها، وإن قدرت قوله «بئري» معطوفا على اسم إن وقوله: «ذو» معطوفا على خبر إن فقد عطفت الواو مفردين على مفردين عاملهما واحد، وقوله «حفرت» فعل وفاعل، والجملة منهما لا محل لها من الإعراب صلة الموصول، والعائد ضمير منصوب بحرف محذوف، تقديره:
وبئري ذو حفرتها «وذو» الواو حرف عطف. وذو: اسم موصول معطوف على الاسم الموصول السابق «طويت» فعل وفاعل، وجملتها لا محل لها من الإعراب صلة الموصول السابق، والعائد ضمير منصوب بطوى محذوف، والتقدير: وبئري ذو طويتها.
الشاهد فيه: قوله «وبئري ذو حفرت، وذو طويت» حيث استعمل فيه «ذو» مرتين اسما موصولا، بمعنى التي؛ وذلك لأن البئر مؤنثة في المعنى وإن لم يكن في لفظها علامة دالة على التأنيث؛ فهي مثل زينب وهند ونحوهما من كل مؤنث من غير تاء ولا ألف.
ومثل هذا الشاهد في استعمال «ذو» اسما موصولا قول منظور بن سحيم الفقعسي: =