شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[صلة الموصول جملة أو شبه جملة وشروط الجملة]

صفحة 129 - الجزء 1

[صلة الموصول جملة أو شبه جملة وشروط الجملة]

  قالوا: «وهذا» موصول مبتدأ، و «تحملين» صلته، والعائد محذوف، و «طليق» خبره، والتقدير: والذي تحملينه طليق.

  وهذا لا دليل فيه؛ لجواز أن يكون «ذا» للإشارة، وهو مبتدأ، و «طليق» خبره، و «تحملين» جملة حالية، والتقدير: وهذا طليق في حالة كونه محمولا لك، ودخول حرف التنبيه عليها يدلّ على أنها للإشارة، لا موصولة.

  فهذا خلاصة القول في تعداد الموصولات: خاصّها، ومشتركها.

  * * *


= الكوفيين يتوقف على بيان هذين الطريقين؛ فنقول:

قال الكوفيون: «عدس» اسم صوت مبني على السكون لا محل له من الإعراب «ما» نافية «لعباد» اللام حرف جر، وعباد: مجرور باللام، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم «عليك» جار ومجرور متعلق بإمارة «إمارة» مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة «أمنت» فعل وفاعل «وهذا» الواو واو الحال، ها: حرف تنبيه، ذا: اسم موصول مبتدأ مبني على السكون في محل رفع «تحملين» فعل مضارع مرفوع بثبوت النون وياء المؤنثة المخاطبة فاعله؛ والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها من الإعراب صلة الموصول، والعائد ضمير منصوب بتحملين محذوف، والتقدير:

والذي تحملينه، وقوله: «طليق» خبر المبتدأ الذي هو قوله «هذا» مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وجملة المبتدأ والخبر في محل نصب حال من تاء المخاطبة الواقعة فاعلا لأمن.

وقال البصريون: «وهذا» الواو واو الحال أيضا، وها: حرف تنبيه، وذا: اسم إشارة مبتدأ مبني على السكون في محل رفع «تحملين» فعل وفاعل، والجملة في محل نصب حال من اسم الإشارة الواقع مبتدأ على رأي سيبويه الذي يجيز مجيء الحال من المبتدأ، أو حال من الضمير المستكن في الخبر العائد على المبتدأ على رأي الجمهور، ولا مانع من تقدم الحال على صاحبها ولا على عاملها لأنه مشتق، وقوله: «طليق» خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وجملة المبتدأ والخبر في محل نصب حال كما في قول الكوفيين.

الشاهد فيه: قوله «وهذا تحملين طليق» حيث زعم الكوفيون أن «ذا» اسم موصول صلته قوله:

«تحملين»؛ لأنه لا يلزم عندهم لاعتبار «ذا» موصولا أن يسبقه اسم استفهام كما يلزم عند البصريين؛ ولا يمنع من اعتباره موصولا عندهم تقدم حرف التنبيه عليه، وأما البصريون فقالوا: إذا تقدم حرف التنبيه لزم أن يكون «ذا» اسم إشارة، وإذا لم يتقدم حرف التنبيه، فإن تقدم عليه «ما» أو «من» الاستفهاميتان ووجدت الصلة كان اسما موصولا، وإلا فهو اسم إشارة، وههنا تقدم حرف التنبيه فهو اسم إشارة، ولا يكون اسما موصولا، وأما الجملة الفعلية فهي عندهم حالية على ما اتضح لك من الإعراب.