شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[حذف المبتدأ أو الخبر جائز لدليل]

صفحة 147 - الجزء 1

  وإنما وجب في ذلك تقديمه لأن تأخيره في المثال الأول يقتضي التباس الخبر بالصفة؛ فإنّ طلب النكرة الوصف لتختصّ به طلب حثيث، فالتزم تقديمه دفعا لهذا الوهم، وفي الثاني إخراج ما له صدر الكلام - وهو الاستفهام - عن صدريّته، وفي الثالث عود الضمير على متأخر لفظا ورتبة.

[حذف المبتدأ أو الخبر جائز لدليل]

  ص - وقد يحذف كلّ من المبتدأ والخبر، نحو: {سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ} أي:

  عليكم، أنتم.

  ش - وقد يحذف كل من المبتدأ والخبر لدليل يدل عليه.

  فالأول نحو قوله تعالى: {قُلْ أَ فَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ النَّارُ}⁣(⁣١) أي هي النار، وقوله تعالى: {سُورَةٌ أَنْزَلْناها}⁣(⁣٢) أي هذه سورة.

  والثاني كقوله تعالى: {أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها}⁣(⁣٣) أي دائم، وقوله تعالى: {قُلْ أَ أَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ}⁣(⁣٤) أي أم اللّه أعلم.

  وقد اجتمع حذف كل منهما، وبقاء الآخر، في قوله تعالى: {سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ}⁣(⁣٥) فسلام: مبتدأ حذف خبره، أي: سلام عليكم، وقوم: خبر حذف مبتدؤه، أي أنتم قوم.

  ص - ويجب حذف الخبر قبل جوابي «لولا» والقسم الصريح، والحال الممتنع كونها خبرا، وبعد واو المصاحبة الصّريحة، نحو: {لَوْ لا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ} و «لعمرك لأفعلنّ» و «ضربي زيدا قائما» و «كلّ رجل وضيعته».

  ش - يجب حذف الخبر في أربع مسائل⁣(⁣٦):


(١) من الآية ٧٢ من سورة الحج.

(٢) من الآية ١ من سورة النور.

(٣) من الآية ٣٥ من سورة الرعد.

(٤) من الآية ١٤٠ من سورة البقرة.

(٥) من الآية ٢٥ من سورة الذاريات.

(٦) لم يتعرض المؤلف لمبحث حذف المبتدأ وجوبا كما تعرض لحذف الخبر وجوبا، ونحن نذكره لك في اختصار فنقول:

يجب حذف المبتدأ في أربعة مواضع: =