شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[التنازع]

صفحة 221 - الجزء 1

  [وليس منه «أزيد ذهب به» لعدم اقتضائه النصب مع جواز التسليط]⁣(⁣١).

  * * *

[التنازع]

  ص - باب في التّنازع، يجوز في «ضربني وضربت زيدا» إعمال الأوّل، واختاره الكوفيّون؛ فيضمر في الثّاني كلّ ما يحتاجه، أو الثّاني، واختاره البصريّون، فيضمر في الأوّل مرفوعه فقط، نحو:

  ٨٠ - ... جفوني ولم أجف الأخلّاء ...

  وليس منه:


(١) هذا الكلام ساقط من بعض النسخ، وإنما كان قولك «أزيد ذهب به» ببناء «ذهب» للمجهول - ليس من باب الاشتغال لأن الفعل الذي في هذا المثال لو تفرغ الاسم السابق لم يعمل فيه النصب، فإنك لا تقول: «ذهب زيدا» ولو قلت «ذهب بزيد» فالجار والمجرور في موضع رفع نائب فاعل، وكلام الشارح يشير إلى هذا.

٨٠ - لم أقف لهذا الشاهد على نسبة إلى قائل معين، وهذا الذي أنشده المؤلف قطعة من بيت من الطويل، وهو بتمامه:

جفوني ولم أجف الأخلّاء، إنّني ... لغير جميل من خليلي مهمل

وقد أنشد المؤلف هذا البيت في أوضحه (رقم ٢٤٣) والأشموني في باب التنازع (رقم ٣٨١).

الإعراب: «جفوني» جفا: فعل ماض، وواو الجماعة التي تعود إلى قوله الأخلاء الآتي فاعل مبني على السكون في محل رفع، والنون للوقاية، والياء ضمير المتكلم مفعول به مبني على السكون في محل نصب، «ولم» الواو حرف عطف، لم: حرف نفي وجزم وقلب «أجف» فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه حذف الواو والضمة قبلها دليل عليها، «الأخلاء» مفعول به لأجفو، منصوب بالفتحة الظاهرة «إنني» إن: حرف توكيد ونصب، والنون للوقاية، والياء ضمير المتكلم اسم إن «لغير» جار ومجرور متعلق بقوله مهمل الآتي، وغير مضاف و «جميل» مضاف إليه «من» حرف جر «خليلي» خليل: مجرور بمن، وعلامة جره كسرة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، والجار والمجرور متعلق بمحذوف صفة لجميل، وخليل مضاف وياء المتكلم مضاف إليه «مهمل» خبر إن مرفوع بالضمة الظاهرة.

الشاهد فيه: قوله «جفوني ولم أجف الأخلاء» حيث أعمل العامل الثاني - وهو لم أجف - في لفظ المعمول المتأخر، وهو قوله الأخلاء، ولما كان العامل الأول - وهو قوله «جفا» يحتاج إلى مرفوع أضمره فيه، وهذا الضمير هو واو الجماعة، وهذا الضمير يعود على متأخر لفظا كما هو واضح، ورتبة، لأن مرتبة المفعول التأخر، إلا أن البصريين يغتفرون في باب التنازع عود الضمير على ما تأخر لفظا ورتبة، إذا كان الضمير مرفوعا؛ لأن شدة الاحتياج إليه لتمام الكلام تسهل ذلك، وقد ورد في الشعر العربي فلا داعي لإنكاره. =