الأطول شرح تلخيص مفتاح العلوم،

العصام الأسفراييني (المتوفى: 945 هـ)

(أحوال متعلقات الفعل)

صفحة 35 - الجزء 2

  قال؟ وقوله [من الكامل]:

  زعم العواذل أنّنى في غمرة ... صدقوا ولكن غمرتى لا تنجلى⁣(⁣١)

  (٢/ ٣٠) وأيضا: منه ما يأتي بإعادة اسم ما استؤنف عنه؛ نحو: «أحسنت إلى زيد؛ زيد حقيق بالإحسان»، ومنه: ما يبنى على صفته؛ نحو: «أحسنت إلى زيد؛ صديقك القديم أهل لذلك»؛ وهذا أبلغ.

  (٢/ ٣٢) وقد يحذف صدر الاستئناف؛ نحو: {يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ رِجالٌ}⁣(⁣٢) وعليه: «نعم الرجل زيد» على قول⁣(⁣٣).

  وقد يحذف كلّه: إمّا مع قيام شيء مقامه؛ نحو قول الحماسىّ: [من الوافر]:

  زعمتم أنّ إخوتكم قريش ... لهم إلف وليس لكم إلاف⁣(⁣٤)

  (٢/ ٣٣) أو بدون ذلك؛ نحو: {فَنِعْمَ الْماهِدُونَ}⁣(⁣٥) أي: نحن؛ على قول⁣(⁣٦).

  (٢/ ٣٣) وأما الوصل لدفع الإيهام: فكقولهم: (لا وأيّدك اللّه).

  (٢/ ٣٤) وأما التوسّط: فإذا اتّفقتا خبرا وإنشاء، لفظا ومعنى، أو معنى فقط بجامع؛ كقوله تعالى: {يُخادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ}⁣(⁣٧)، وقوله تعالى:

  {إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ}⁣(⁣٨) وقوله تعالى: {كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا}⁣(⁣٩) وكقوله: {وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ}


(١) أورده محمد بن علي الجرجاني في الإشارات ص ١٢٥ بلا عزو، والطيبي في التبيان ص ١٤٢.

الغمرة: الشدة.

(٢) النور: ٣٦ - ٣٧.

(٣) أي: على قول من يجعل المخصوص خبر مبتدأ محذوف أي هو زيد، ويجعل الجملة استئنافا جوابا للسؤال عن تفسير الفاعل المبهم.

(٤) البيت لمساور بن هند، من شعراء الحماسة.

(٥) الذاريات: ٤٨.

(٦) أي: على قول من يجعل المخصوص خبر مبتدأ محذوف أي هم نحن.

(٧) النساء: ١٤٢.

(٨) الانفطار: ١٣ - ١٤.

(٩) الأعراف: ٣١.