[روايات أهل البيت وشروطها]
  أو وضعه، فأما الضعف فيمكن، لكن لا يخرج ذلك عن الاحتجاج به، صرح به غير واحد من علماء السنة.
  وأما الإمام يحيى(١) # فلا نعلم له قاعدة معلومة الفساد، إلا قبول أخبار أهل الأهواء(٢)، والبخاري ومسلم قبلا ذلك، فإما اطردت قاعدتك هنا، وإلا فما الوجه
(١) الإمام يحيى بن حمزة الحسيني أحد أئمة الزيدية، ولد سنة ٦٦٩ هـ، وصحب الإمام المتوكل على الله المطهر بن يحيى، دعا لنفسه بالإمامة بعد وفاة محمد بن المطهر سنة ٧٢٩ هـ، اشتغل بالتأليف حتى قيل إن كراريس مؤلفاته زادت على أيام عمره، ومن أهم مصنفاته: الموسوعة الكبرى في الحديث (الانتصار) الذي جمع فيه أقوال علماء الأمصار، وله موسوعة أخرى في أصول الدين أسماها (الشامل)، وله في أصول الفقه (الحاوي)، وله في البلاغة (الطراز)، وما من فن إلا وله فيها رسالة أو مصنف، توفي ¦ سنة ٧٤٩ هـ.
(٢) قال الإمام القاسم بن محمد #: (فائدة يعرف بها أهل الأهواء من المحدثين، أن من خالف ما يهوونه، ويذهبون إليه من الأباطيل يجرحونه، فإن أجملوا تركوه، فمن ذلك ما روى السبكي في طبقاته عن يحيى بن معين أنه قال: الشافعي ليس بثقة لما كان يتشيع، وطعن المحدثون على الفقهاء الأربعة فقالوا: إن أبا حنيفة فقيه العراق يروي عن الضعفاء والمجاهيل، وضعفه في نفسه النسائي، وابن عدي، وجماعة إلى قوله: وحكوا عنه أنه كان يعتمد القياس، وإن خالف النص، قال بعضهم: رد بقياسه أربعمائة وثلاثين حديثاً، إلى أن قال: وإن مالكاً فقيه دار الهجرة، يروي عن جماعة متكلم فيهم إلى قوله: وإن إمام المحدثين أحمد بن حنبل يروي عن جماعة كذلك، وقال ابن معين: جُن أحمد يروي عن عامر، وكذلك طعنوا على أبي خالد وقد عدله أئمة الهدى، قال الفقيه يحيى بن حميد المقرائي في كتاب توضيح المسائل: (روى الحموي الشافعي في تاريخه أن الشافعي أسرَّ إلى الربيع أنه لا يقبل شهادة أربعة من الصحابة: معاوية، وعمرو بن العاص، والمغيرة، وزياد، فلم يكن ذلك بقليل عند النواصب، ثم ذكره ما قاله السبكي في طبقاته، عن يحيى بن معين أن الشافعي ليس بثقة، وقال أيضاً منتقداً على قواعد المحدثين: (ومنها أنهم قالوا: إنه يعني أبا خالد وضاع، يريدون لما خالف مذهبهم، إلى قوله: وقدحوا بذلك على جماعة من أهل الصدق منهم إسماعيل بن أبان، وجرير بن عبد الحميد، وخالد بن مخلد القطواني، وسعيد بن عمرو بن أشوع، وسعيد بن فيروز، وسعيد بن كثير بن عفير، وعباد بن العوام، وعباد بن يعقوب، وعبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وعبد الرزاق بن همام الصنعاني، وعبد الملك بن أعين، وعبد الله بن عيسى العنسي، وعدي بن ثابت الأنصاري، وعلي بن الجعد، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وفطر بن خليفة الكوفي، ومحمد بن جحادة الكوفي، ومحمد بن فضيل بن غزوان، ومالك بن إسماعيل أبو غسان، كل هؤلاء جرحوا بالتشيع وروايتهم لفضائل آل محمد، وكذلك جرحوا عدة من أهل هذا الشأن مما لا أحصي ولا يسعه المسطور). ا ه. انظر لوامع الأنوار ١/ ١٨٨، ١٨٩، ١٩٠.