العلم الواصم في الرد على هفوات الروض الباسم،

أحمد بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

المسألة الأولى:

صفحة 134 - الجزء 1

  تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}⁣[آل عمران: ٣١].

  قلت: واعلم أن هذا التأويل منقول عن ابن حجر تلقفه السيد محمد، ولعل غير ابن حجر قد تقدمه، فانظر لهذه الحماقة والتعسف البين كيف قيدوا الخبر بأن الخوارج غير منافقين، وجعلوا أنفسهم مشرعين يقيدون الأخبار النبوية بآرائهم، فافتعلوا في الصلاة وغيرها من شرائع الحكيم، سبحانك هذا بهتان عظيم.

  [ابن الوزير] قال |: وقد أحسن الشعبي | بقوله: حدثناهم بغضب أصحاب محمد فاتخذوه ديناً؛ فإنه يحتمل صدور مثل ذلك عند الغضب بأدنى شبهة، وفي الصحيح أن رسول الله ÷ قال: «اللهم إني بشر آسف كما يأسف بنو آدم، فمن دعوت عليه أو سببته وليس لذلك بأهل، فاجعلها له رحمة وزكاة»⁣(⁣١) أو كما ورد، فهذا رسول الله ÷ كيف غيره؟! ... الخ.

  [المؤلف] أقول: أما كلام الشعبي، فمن مروياتهم وليس حجة علينا، مع أن حذيفة ليس كغيره من بقية الصحابة، ولا أظن الشعبي قصد بكلامه حذيفة.

  وأما خبر النبي ÷ فكان يجب عليه ذكر سنده؛ لأن المخالف يطعن في صحيحه هذا، بل هذا عين النزاع بينهما لكن الإمام | وإن كان واحد زمانه، فغيره أبصر بالجدل منه، اللهم إلا أن يكون سلب بعض الفهم لتعسفه أو أصابته دعوة جده ÷، على


(١) مسند أبي يعلى ١١/ ٢٠٣، السنة للخلال ٣/ ٥٢١، سير أعلام النبلاء ٣/ ١٢٤، سنن البيهقي الكبرى ٧/ ٦٠، سنن أبي داود: ٤/ ٢١٥، مسند أحمد: ٥/ ٤٣٧، ٤٣٩، مسند إسحاق بن راهويه ١ - ٣، ١/ ٢٧٥، المعجم الكبير: ٦/ ٢٥٩.