العلم الواصم في الرد على هفوات الروض الباسم،

أحمد بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

المسألة الأولى:

صفحة 137 - الجزء 1

  اللَّهُ ...}⁣[المائدة: ٤٤] الآيات، وقد حكما بغير ما أنزل الله، وله شاهد من السنة أيضاً في قوله ÷: «القضاة ثلاثة: قاضيان في النار وقاض في الجنة، قاض قضى بغير الحق وهو يعلمه فهو في النار، وقاض قضى بالحق وهو لا يعلمه فهو في النار ...»⁣(⁣١) الخبر، أو معناه، وقضاهما بغير الحق معلوم، وعلمهما بضلاله كذلك.

  وذكر السيوطي في (اللآلئ المصنوعة) عن حكيم بن يحيى قال: كنت جالساً مع عمار فجاء أبو موسى فقال له عمار: إني سمعت رسول الله ÷ يلعنك ليلة الجمل، قال: إنه استغفر لي، قال عمار: قد شهدت اللعن ولم أشهد الاستغفار، وقال السيوطي: موضوع، وقال: البلاء من (العطار) لا من (حسين).

  قلت: (العطار) وثقه الخطيب في تأريخه. ا هـ نقلاً عمن نقل عنها.

  وأقول: الحديث له شاهد وذلك لعن علي بن أبي طالب # أبا موسى ولعنتُه من لعنةِ رسول الله ÷ كما قد ورد، ثم نكثه على أمير المؤمنين # وتخذيله الناس عنه وقد قال النبي ÷ في علي #: «اللهم عاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله» مع ما ورد من الوعيد للناكثين.

  أقول: والذي يظهر أنه لا ينبغي الاعتماد على ما تفرد بروايته؛ لأن عمر بن الخطاب رد خبره في العمرة، وخبره في الاستئذان وحده، حتى شهد له أبو سعيد الخدري، روى ذلك


(١) المستدرك على الصحيحين ٤/ ١٠١، ١٠٢، سنن الترمذي ٣/ ٦١٣، سنن البيهقي الكبرى ١٠/ ١١٧، المعجم الأوسط ٧/ ٣٩، مسند الروياني ١/ ٩٤، ١٥٥، المعجم الكبير ٢/ ٢٠، ٢١، مسند الشهاب ١/ ٢٠٩، شعب الإيمان ٦/ ٧٣.