العلم الواصم في الرد على هفوات الروض الباسم،

أحمد بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

المسألة الأولى:

صفحة 139 - الجزء 1

  اللهم إلا أن يكون لك مأرب في مثل ابن حنبل فلعل، أما الشافعي وأبو حنيفة فهما من العدالة والتشيع بمكان لا يرام، وقد ذمهما المحدثون بذلك وليس إلا أصحابك أغاروا على الأئمة الأربعة خصوصاً أبي حنيفة والشافعي، وهدموا مبانيهم وجرحوهم وجرحوا مشائخهم فلم لا تلومهم.

  وعين الرضا عن كل عيب كليلة ... ولكن عين السخط تبدي المساويا

  فأما ذكر أقوالهم في مصنفات الأئمة وتدريس المعترض طلبته لذلك فليست من باب التعديل، قد حكى الله كلام المشركين في كتابه المبين، وكذلك العلماء يذكرون كلام مخالفهم للرد والاستحسان وعدم الإنكار على من وافق أحدهم ولا سيما الزيدية، فإنهم بنو دينهم على الإنصاف واتباع الدليل كيف كان، فما لك من تقميش العرفج أما تتأذى من نتنه وتستاك من لمسه ويكضك سعال دخانه؟!

  [ابن الوزير]: وقد تقدم له قبل هذا البحث قوله.

  الوهم الثاني: وهم أنه يمكنه تخصيص المحدثين بالقدح عليهم في حديثهم بالحديث الذي فيه: «يؤتى بقوم يوم القيامة فيذهب بهم ذات الشمال فأقول: أصحابي أصحابي»⁣(⁣١)


(١) من تمام الحديث: «إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سحقاً سحقاً لمن بدل بعدي». صحيح مسلم ٤/ ٢١٩٤، صحيح البخاري ٣/ ١٢٢٢، ٤/ ١٦٩١، ١٧٦٦، ٥/ ٢٣٩١، صحيح ابن حبان ١٦/ ٣٤٤، المستدرك على الصحيحين ٢/ ٤٨٦، الأحاديث المختارة ١٠/ ٢٢٩، سنن الترمذي ٥/ ٣٢١، مجمع الزوائد ١٠/ ٣٦٤، السنن الكبرى ١/ ٦٦٨، ٦/ ٣٣٩، ٤٠٨، سنن =