المسألة الأولى:
  ولقوله تعالى: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ}[التوبة: ١٠١].
  قال: دلت الأدلة على أن في من يعدوه صحابياً من هو كافر مجروح. انتهى.
  وهذا يصلح من شُبَه الزنادقة القادحة على أهل الإسلام، لا من شُبَه الشيعة القادحة على أهل الحديث، ولكن المعترض لا يدري ما يخرج من رأسه.
  [المؤلف] والجواب: إن الإجماع منعقد على الاعتبار بالظاهر دون الباطن، ومن نجم نفاقه وظهر كفره يترك حديثه، ومن ظهر إسلامه وأمانته وصدقه قبل ... الخ.
  أقول: قوله: إنها من شُبَه الزنادقة فلا يتأتى حملها كذلك فلهم غيرها، بل من أدلة المتحري، فقد روى الموالف والمخالف أن النبي ÷ قال: «ألا وإنه سيكذب عليَّ ...» الخبر(١)، وقال أمير المؤمنين #: فإنه قد كذب على رسول الله ÷ في حياته حتى قام
= النسائي ٤/ ١١٧، مصنف ابن أبي شيبة ٧/ ٨٧، مسند عمر بن الخطاب ١/ ٨٩، ٩٠، مسند البزار ١ - ٣، ١/ ٣١٤، مسند أحمد ١/ ٢٣٥، ٢٥٧، مسند الطيالسي ١/ ٣٤٣، مسند أبي يعلى ٤/ ٤٥٢، المعجم الكبير ١١/ ٣٣، ١٢/ ٧١، التخويف من النار ١/ ١٢.
(١) حديث العرض من الأحاديث الصحيحة عند أهل البيت # أخرجه الإمام زيد بن علي # في الرسالة المدنية، ورواه الإمام الهادي إلى الحق في كتاب شرح معاني السنة، وأورده الإمام القاسم بن محمد في كتاب الإعتصام (١/ ٢١) وهو بلفظ مقارب في أول تفسير البرهان لأبي الفتح الديلمي وهو في كنز العمال (١/ ١٧٦ - ١٧٥، ونحوه في ١٦٠،) وذكر أنه أخرجه أبو نصر السجزي في الإبانه ورواه الطبراني في الكبير (٢/ ٩٦)، ومجمع الزوائد (١/ ١٧)، وفي الجامع الصغير للسيوطي (١/ ٧٤). للمزيد حول الإشكالات راجع كتاب (مجمع الفوائد) للسيد العلامة الولي مجد الدين المؤيدي وكتاب (تحرير الأفكار) للسيد العلامة بدر الدين الحوثي حفظه الله ٤٣٢ - ٤٣٨.