العلم الواصم في الرد على هفوات الروض الباسم،

أحمد بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[العلم والهداية]

صفحة 160 - الجزء 1

  فأما قوله: بواسطة طرو الضد، فلو قيل: إنا مجمعون على أن ضد الوجود هو العدم والعكس، للزم القول أنه إنما يزيل الصفة بواسطة طروء الضد أولى وهو المطلوب، مع أنهم لم ينصوا إلا عليه، فقد تتبعنا أقوالهم فلم نجد فيها ما رماهم به، ولكن كما قيل:

  ولكن عين السخط تبدي المساويا

  ومن تطلب عثرات العلماء وجد لعدم العصمة {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا}⁣[النساء: ٨٢].

  [ابن الوزير] قال: وقولهم: إن الله تعالى يريد بإرادة محدثة موجودة على حده، وجود عرض مستقل بنفسه، غير حال في ذاته تعالى، ولا في غيره ولا داخل في العالم، ولا خارج

  منه. انتهى.

  [المؤلف] قلت: هذا كلام لجمهور المعتزلة، لكنهم لم يصرحوا بالحدوث، إلا أنه يلزم من قولهم مقارنة للمراد.

  فأما قولهم: غير داخل في العالم، فيمكن أن يريدوا بذلك الإرادة التي بمعنى العلم، فقد نص بعضهم على أن إرادته تعالى هي علمه، وقولهم: ولا خارج منه بمعنى المقدور الذي هو منه، هذا وقد استدلوا على أن المتقدم عزم وهو مستحيل على الله، وزعم الأشعرية والكلابية أنها قديمة، وفي المسألة أبحاث ليس هذا موضع إيرادها؛ لأنه لم يستدل وإنما أخرجها مخرج التهجين.

  [ابن الوزير] قال |: وإن أول الواجبات النظر في الله، وإن النظر فيه لا يتم إلا