العلم الواصم في الرد على هفوات الروض الباسم،

أحمد بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[العلم والهداية]

صفحة 162 - الجزء 1

  أَطْرَافِهَا}⁣[الرعد: ٤١] {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}⁣[يونس: ١٠١] {أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}⁣[الأعراف: ١٨٥] وما أدى معنى ذلك، كما ذكر التفكر في معرض المدح قال تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لأُوْلِي الأَلْبَابِ}⁣[الزمر: ٢١] {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِ}⁣[آل عمران: ١٣] {إِنَّ فِي ذَلِكَ لاَيَاتٍ لأُوْلِي النُّهَى}⁣[طه: ٥٤] مع ذم المتغافل عن النظر، قال سبحانه: {وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ}⁣[يوسف: ١٠٥]، {لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا}⁣[الحج: ٤٦] ومثله ما ورد في ذم التقليد فقال حاكياً عن الكفار: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ}⁣[الزخرف: ٢٣]، وقال: {بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا}⁣[لقمان: ٢١] وقال: {بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ}⁣[الشعراء: ٧٤] وقال: {إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلاَ أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا}⁣[الفرقان: ٤٢] وقال عن والد إبراهيم: {لَئِنْ لَمْ تَنتَهِ لاََرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا}⁣[مريم: ٤٦]، فكل هذا يدل على وجوب النظر والاستدلال والتفكر وذم التقليد، فمن دعا إلى النظر والاستدلال، كان موافقاً للقرآن وسائر الكتب المنزلة وجميع الأنبياء المرسلة.

  وأما قوله: إنه يلزم في النظر الشك فمردود من وجهين:

  الأول: أنا لم نوجب النظر على العارف؛ لأن تحصيل الحاصل محال.

  الثاني: أنه ليس الأمر بالنظر أمر بالشك ولا يستلزمه.

  أما الأول فلأن الأمر بالكيفية ليس هو الأمر بالمكيف فضلاً عن غيره، وأما لا يستلزمه فلأنه ليس من مقدماته وغير ممتنع بدونه.