العلم الواصم في الرد على هفوات الروض الباسم،

أحمد بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

فصل في الاختيار والكسب

صفحة 183 - الجزء 1

  وابن جبير تلميذ ابن عباس، وبعضهم معدود من رجال الزيدية كالسفيانين⁣(⁣١)، ويونس بن عبيد وعبد الرزاق، والشعبي تشيعه غير خاف على من له خبرة بالسير والأخبار، وكذلك شريك وغيرهم.

  وقوله: إنهم لا يختلفون في الجمل التي ذكرها عنهم في رسالته، فغلط محض، بل لم يثبت عن أكثرهم إلا العدل والتشيع والقول بوجوب الخروج على الظلمة، بل محمد بن إسماعيل البخاري خالف الذهلي وغيره في اللفظ بالقرآن، حتى جرى عليه بسبب ذلك ما هو مذكور في التواريخ، وكذا ذكر الذهبي في النبلاء، أن أبا زرعة وأبا حاتم، تركا حديثه عندما كتب إليهما الذهلي أن البخاري أظهر بنيسابور عندهم أن لفظه بالقرآن مخلوق.

  هذا وقد استحسنا نقل تعريفهم للأحوال والاعتبار السابقين التي أثبتوها للعبد.

  قال في (فيض الرحمن): المفهومات أربعة:

  الأول: الموجودات وهي التي تكون في الخارج.

  الثاني: المعدودات الصرفة وهي التي ليس لها ثبوت أصلاً.

  الثالث: الأحوال أي الواسطة بين الموجود والمعدوم بأن يقال: الشيء إما أن يثبت له الوجود أو يثبت له العدم، فتحصل الواسطة وهي ما لا يثبت له الوجود ولا العدم، وهذا بناء على أن الثبوت أعم من الوجود؛ لأن كل موجود ثابت ولا عكس ... إلى أن قال: وإن كان ثابتاً - يعني غير موجود ولا معدوم - فهو الحال وهي إضافيات لا تعقل إلا مع أمر


(١) السفيانيان هما: سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة.