العلم الواصم في الرد على هفوات الروض الباسم،

أحمد بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

فصل في الاختيار والكسب

صفحة 184 - الجزء 1

  آخر هو ملزوم لها وهي ثلاثة أقسام:

  الأول: النفسية، وهي ما لا يصح توهم ارتفاعه عن الذات مع بقائها، ككونها جوهراً أو موجوداً أو ذاتاً أو شيئاً.

  والثاني: المعللة، كالعالمية والقادرية ونحوهما.

  والثالث: المعنوية غير المعللة، كالضرب والايقاع والأحوال إما حادثة أي متجددة بعد عدم ككون زيد أبيض اللازم لبياضه فإنه لا يعقل كون زيد أبيض إلا إذا تعقل البياض، وكونه كاتبا اللازم لكتابته أو قديمة له تعالى، كوكنه تعالى قادراً اللازم لعدله قادراً اللازم لقدرته.

  والرابع: الأمور الاعتبارية وهي قسمان: انتزاعية من هيئة ثابتة في الخارج كقيام الصفة بالموصوف كقيام البياض بزيد مثلاً، فهو ثابت في نفسه وحاصل في الذهن ومنتزع من زيد الأبيض الموجود في الخارج، واختراعية كبحر من زئبق، فهو حاصل في الذهن فقط، والأول لا يتوقف على اعتبار معتبر، والثاني يتوقف عليه، والفرق بين الحال والأمر الاعتباري أن الحال قار للذات أي وصف لها والأمر الاعتباري قار للصفة، فإن قيام القدرة بالذات الأقدس وصف للقدرة، وقيام البياض وصف للبياض، وما كان قادراً للذات أقوى مما كان قادراً للصفة. ا ه.

  قلت: والحاصل أن قولنا: زيد أبيض فتصور البياض هو الحال، وتصور كون البياض قائم بذات زيد هو الأمر الاعتباري، فظهر من هذا أنها أفعال قلبية، وإن قولهم: الاختيار