[عقائد المتسمين بأهل السنة]
  مطلق، والآخر مقيد بلا كيف ولا تشبيه لكن المنصف يعلم أنهم فتحوا باب التأويل للحقائق لكن إن شعروا بذلك وأنكروه فهم أكذب الناس وإن [لم] يشعروا فهم أجهل الناس.
  وأما قول السيد محمد بن إبراهيم |: إن حجج العقل قد تكون واهية مصادمة للسمع فأي سمع في يده نص في المطلوب غير محتمل؟ وأي حجة معه على هذه المذاهب لم يدخلها الظنون؟!
  وأما قوله: إن العدلية كفروا المسلمين مع ما قدمت أنه لا تكفير ولا تفسيق إلا بدليل قطعي فقد كفرتم من قال: القرآن مخلوق، بلا دليل ولا حجة منيرة ولا صراط مستقيم، ثم أنكرتم الضرورة بأن اللفظ بالقرآن مخلوق مع تسليمكم أن الشفتين واللهات والصوت مخلوقة، وكفرتم من لم ينكر الضرورة معكم بلا هدى ولا كتاب منير، وكفرتم من قال إن الله بكل مكان محتجاً على ذلك بالقرآن الكريم والعقل السليم كما قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ}[الزخرف: ٨٤] {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ ...}[المجادلة: ٧] {وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ}[المائدة: ١٢] وهم في الدنيا، وقوله: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}[النور: ٣٥] وقول أمير المؤمنين #: كان الله ولا مكان فهو كما كان. ا ه.
  فما لهم وتقحم سدد الإلهيات وما لهم جزّؤوه وحيزوه في جهة من الجهات ولو أنهم آمنوا وتركوا التعيين والحلول لكان ذلك أقرب إلى الصواب.