العلم الواصم في الرد على هفوات الروض الباسم،

أحمد بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

البحث الثاني في الهداية

صفحة 308 - الجزء 1

  أضله الله لا على الوجه الذي يتصوره الجهلة القائلون: {لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا}⁣[الأنعام: ١٤] {وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا}⁣[الأعراف: ٢٨] ولما قلناه جعل الإضلال المنصوب إلى نفسه للكافر والفاسق دون المؤمن بل نفى عن نفسه إضلال المؤمن فقال: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ}⁣[التوبة: ١١٥]، {فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ ٤ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ}⁣[محمد: ٤ - ٥] وقال في الكافر والفاسق: {فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ}⁣[محمد: ٨] {وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ}⁣[البقرة: ٢٦] {كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ}⁣[غافر: ٧٤] {وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ}⁣[إبراهيم: ٢٧] وعلى هذا النحو تقليب الأفئدة في قوله: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ}⁣[الأنعام: ١١٠]، والختم على القلب في قوله: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ}⁣[البقرة: ٧] وزيادة المرض في قوله: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا}⁣[البقرة: ١٠].

  قال شيخنا الهادي رضوان الله عليه في كتابه (التحفة العسجدية): وأما الإضلال فهو بمعنى الهلاك، وبمعنى العذاب، وبمعنى الغواية عن واضح الطريق، والإضلال أيضاً بمعنى الإهلاك والتعذيب والإغواء، وبمعنى الحكم والتسمية فمعنى {يُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ}⁣[إبراهيم: ٢٧] ومن يشاء أي يحكم عليهم بالضلال ويسميهم به لما ضلوا عن طريق الحق، أو بمعنى يهلكهم أو يعذبهم، وأما ما كان منسوباً إلى غيره تعالى فيجوز أغواهم وأضلهم عن طريق الحق، قال تعالى: {وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى}⁣[طه: ٧٩]. اه.

  وقال #: فصل: قالت العدلية: إن بعض ما تعلقت به الجبرية سياق السبب والمسبب