العلم الواصم في الرد على هفوات الروض الباسم،

أحمد بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[بحث في الصحبة والصحابة]

صفحة 333 - الجزء 1

  لكونه من المحاصرين لعثمان، وعلى أنكم غلوتم غلواً لم يبلغه أهل الكتاب في أصحاب أنبيائهم، فنزلتم معاصيهم منزلة الطاعات من دون أن يعرفوا لأنفسهم ذلك، هذا رسول الله ÷ تبرأ من فعل خالد بن الوليد وهجر الثلاثة الذين تخلفوا عنه في تبوك وأقام الحدود على من استوجبها من أصحابه، وكذلك الخلفاء.

  فأما تبري الصحابة من بعضهم الآخر فأمر لا ينكر وضروري لا يرد، وأما تغير قلوبهم على بعضهم الآخر فغير مدفوع بدعوى الأباطيل ما يسلم لنا أهل بدر عن تغير قلوبهم على بعضهم الآخر فكيف بالطلقاء وغيرهم، ولكنكم لا تستحيون من الكذب ولا تهابوا المجاهرة بالبهتان، وكل ذلك معارضة لكتاب الله وسنة رسوله ÷ وعداوة لأهل بيته، أتنكرون تبري المشائخ من سعد بن عبادة، وتبري عمر من خالد بن الوليد، وتبأرت عائشة، وعمار وعبد الرحمن بن عوف، وطلحة والزبير وغيرهم من عثمان وسمته عائشة نعثلاً، وتبري أمير المؤمنين من أعدائه وتبرأون منه واستمر لعنه على منابر الإسلام ألف شهر ما عدا خلافة عمر بن عبد العزيز ¥، أما تغير عمر على عماله ونسبهم إلى الخيانة وشاطرهم أموالهم؟ أما كان من الشيخين إلى فاطمة الزهراء البتول - رضوان الله عليها - ما كان في شأن فدك حتى هجرتهما مع سماعهما لقول أبيها ÷ فيها: «فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها»؟ فهل ينكر ذلك إلا من أعمى الله قلبه، وختم على سمعه وبصره، وأصابته دعوة المصطفى لخذلانه علياً المرتضى.

  وأما قوله: أليس المفسرون كلهم قالوا: هذه الآية نزلت في أبي سفيان وأهله وهي قوله تعالى: {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً}⁣[الممتحنة: ٧] فكان ذلك